ضمن جولة أفريقية يجريها وزير الخارجية الصيني الجديد، تشين جانغ، منذ توليه منصبه أواخر العام الماضي، التقى بوزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة.
وشملت جولة وزير الخارجية الصيني زيارة إثيوبيا، ومقر الاتحاد الأفريقي، والغابون وأنغولا وبنين، وصولا إلى القاهرة ومقر جامعة الدول العربية.
وفي الإطار، قال سفير مصر السابق في الصين، مجدي عامر، إن “زيارة وزير الخارجية الصيني تشين جانغ للقاهرة تحمل أهمية كبيرة وأبعادا اقتصادية وسياسية”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك” أن “الصين لديها رغبة في التواجد بمصر عبر مجالات متعددة، خاصة مع ملاحظة ارتفاع الاستثمارات الصينية مؤخرا”.
ويرى السفير المصري أن “العلاقات بين البلدين تنامت بدرجات كبيرة خلال فترة الرئيس السيسي الذي زار الصين نحو 7 مرات، وكان آخرها فبراير/ شباط 2022. متوقعا زيارة قريبة للرئيس الصيني إلى القاهرة خلال العام الحالي”.
وعلى المستوى الدولي، أشار السفير المصري إلى أن “الصين بحاجة للمساندة السياسية العربية والأفريقية في الوقت الراهن بشكل كبير، خاصة مع زيادة الضغط الأمريكي والغربي خلال الفترة الأخيرة”.
وأشار إلى أن “السياسة الأمريكية الضاغطة على الصين ممتدة منذ عام 1949، وأن التحركات الصينية تجاه الشرق الأوسط زادت وتيرتها تحسبا لأي تصعيد وتماشيا مع مشروعها الاقتصادي “الحزام والطريق”.
ولفت إلى أن “موقف الصين من الأزمة الأوكرانية ليس بمعزل عن الضغوط الأمريكية والأوروبية عبر ملف “تايوان” الذي يضغط به الغرب لمحاولة الحد من علاقتها مع روسيا”.
ونوّه أن “احتمالات التصعيد بين واشنطن والصين واردة، ما يجعل تحركات الصين في أفريقيا والمنطقة العربية ليست بمعزل عن مسار الأزمة المتفاقمة والمرشحة للتصعيد بشكل أكبر”.
وتوقع مجدي عامر، أن “تقوم الصين بمساندة مصر ماليا خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد الاتفاق مع صندوق النقد”، مشيرا إلى أن “العديد من مجالات التعاون على طاولة اللقاءات المستمرة بين البلدين، منها الجانب الصحي، إضافة للمشروعات والاستثمارات بالمنطقة الاقتصادية بقناة السويس”.
وبحسب السفير المصري، فإن “الصين تسعى لتكون منطقة قناة السويس مركز لتخزين وتوريد البضائع والسلع والمنتجات، وأن مصالح الصين تتلاقى مع مصالح مصر في هذا الاتجاه، ويمكن أن يتم العمل فيها طبقا لدعوة وزيرة الخارجية المصري بشأن استعداد مصر لاستضافة مركز عالمي لتوريد وتخزين الحبوب“.
وأكد وزير الخارجية الصيني، تشين جانغ، أن زيارته هي الأولى لمصر بعد توليه منصبه، موضحا أنه زار مصر خلال عام 2016 مرافقا للرئيس الصيني.
وأشاد الوزير الصيني بالعلاقات الثنائية بين البلدين، والصداقة التاريخية القائمة على أساس الشراكة.
وأوضح وزير الخارجية الصيني في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري، سامح شكري، أنه أجرى مباحثات موسعة على مستوى وزراء الخارجية، معربا عن شكره لمصر لدعم الصين في قضية تايوان.