لبناننا مات وهو اليوم محنّط.. فهل يستفيق؟

على اثر اتّفاق الطائف، خرج لبناننا الحبيب من الحرب التي لم يُعرف فيها من المنتصر ومن المنهزم من أهله، إذ تبيّن أنّ الجميع قد خسر لصالح الغرباء.

لبناننا انقسم شعبه طوائف، وطوائفه قبائل متصارعة، والمستفيد واحد هم الغرباء، الإحتلال السوريّ والإحتلال الإسرائيليّ، حيث نجحت خطة” فرّق كي تسُد” .

نعم هذا الواقع إذ استشرى الفساد في جميع إدارات الدولة دون استثناء وبمختلف مفاصلها، في حين يرزح المواطن تحت الفقر دون رعاية الدولة التي تنوء في ظلّ صراع قائم ونظام معطّل عمداً لأهداف خارجيّة بدوافع الإنقسام.
إنفجرت ثورة ٢٠١٩، فاعتقدنا أنّ الشعب استفاق، ولكن تبيّن أنّ انقساماته زادت وتفرّعت بين من يدّعي الطوباويّة معتبراً الجميع فاسد فيعيّرهم، وبين من يسرق وينهب ويقتل بوقاحة بدون رقيب أو حسيب.  وعندما حلّت الأزمة الإقتصاديّة وضربت العملة الوطنيّة توحّد الشعب، لكن هذه المرّة تحت مظلّة سوق سوداء حيث بات الجميع تجّار دولار في السوق الموازية، وتجّار شيكات مصرفية توقّع بسحر ساحر ومجهّزة سلفاً، وصار الجميع يتاجر مع الأقربين، أبيه وأخيه وجيرانه، حتّى أصبحت اليد اليمنى تحاول كسر اليسرى والعكس بصحيح.
دُمّرت المؤسّسات بالكامل وشُلّت الإدارات العامّة واستبيح القضاء، رغم ثقتنا بالكثير من قضاته، وضُربت معنويّات الأجهزة الأمنيّة وبات عناصرها لا يملكون ثمن رغيف الخبز للأسف، وضُربت الطبابة والتعليم وجميع القطاعات، وعمّت العتمة الشاملة. ثمّ يأتيك من يقول خطّة تعافي وهو سبب البلاء.
كلّ ذلك يعني أنّ لبناننا مات ولن يستفيق، محنّط نبكيه، وهو ما قاله أحد الأصدقاء العظماء، وللاسف إنّه على حّق.