«مزبلة الثنائي» تتحدى الدولة في بعلبك!

“كل ديك على مزبلته صيّاح”، هذا المثل الشعبي لا حاجة لتوضيح أوشرح في لبنان، فهو ينطبق على الواقع كما هو، ويعكس سيطرة وتفرّد قوى الأمر الواقع في مناطق نفوذها، وإستباحة الأنظمة والقوانين على حساب أمن وصحة وحياة الناس، خصوصا في منطقة بعلبك الهرمل، التي حوّلها “الثنائي الشيعي” الى محمية كبيرة للعصابات، وجزر أمنية ومالية يمنع إقتراب “الدولة” منها، إلا برضى وقرار من “ديوكها”. مزبلة الكيّال التي تقع على ارض تعتبر معلماً أثريا وسياحيا قبل أن تتحوّل بحسب وصف أحد فاعليات بعلبك ل “جنوبية” الى مزبلة كبرى ووجهة جغرافية يستدل عليها من أبناء المنطقة بسحب الدخان المتصاعد منها “مزبلة الكيّال” التي تقع على ارض تعتبر معلماً أثريا وسياحيا، قبل أن تتحوّل، بحسب وصف أحد فاعليات بعلبك ل “جنوبية”، الى”مزبلة كبرى،

 

ووجهة جغرافية يستدل عليها من أبناء المنطقة، بسحب الدخان المتصاعد منها على مدار الساعة، تم تطويرها بفعل النهضة التي أحدثها “الثنائي الشيعي” في هذه المنطقة ليصبح إسمها “المكب” مع المحافظة على مميّزات “المزبلة” التاريخية”. هذه المزبلة جسّدت المثل الشعبي بحذافيره، بعد أن فاحت منها رائحة الفساد، على أثر قرار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر جرفها واقفالها، بدعم وغطاء من الجيش، بعد عامين من تلكؤ ورفض بلدية بعلبك تنفيذ القرارات لأسباب باتت معلومة. هذه المزبلة جسّدت المثل الشعبي بحذافيره بعد أن فاحت منها رائحة الفساد على أثر قرار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر

 

جرفها واقفالها وقبل أيام، تحوّلت مسرحا للخلافات على تقاسم المغانم، ورمي فضلات الفضائح وتحدّي الدولة وأجهزتها وكشف المستور بين رئيس بلدية بعلبك الحاج فؤاد بلوق المحسوب على “حزب الله”، وأحد عمالها السابقين ويدعى وسام جعفر، وهو “المشرف” على المكب والمقرّب من حركة أمل،

ما دفع المحافظ للخروج عن صمته والحديث عن سبب عدم تطبيق قرار الاقفال منذ سنوات عازيا السبب الى “أن البعض يعتقد أنه فوق القانون والدولة، ولا يبالون بصحة الناس، ويعتبرون مصالحهم المادية أهم من صحة الناس، قاصدا بذلك ثنائي الخلاف ومن خلفهما.” قبل أيام تحوّلت مسرحا للخلافات على تقاسم المغانم ورمي فضلات الفضائح وتحدّي الدولة وأجهزتها و أظهر فيديو التقط من على تلك المزبلة وأثناء عملية الجرف والإقفال، تقدّم “المشرف” غاضبا “نافشا ريشه”، متجاهلا وجود عناصر أجهزة الدولة، و”صاح” بوجه المحافظ خضر، محاولا منعه الإقتراب من المكان، وتوجّه اليه، ليعرّفه عن نفسه ويكشف له أن سبب عدم إقفال المكب منذ سنة هو أن رئيس البلدية “عم يقبض مني” وله راتب شهري وأنه قدّم له “براد وغسالة وتلفزيون وعفش منزل وسيارة مقابل الأرض والمطمر مستعينا بشهود في المكان”. بلّوق الذي وقف متفرّجا وصامتا على مشارف الجرف، عاد معتكفا ومعتصما في منزله بعد الاتهامات التي وجهها اليه شريكه ونيّة المحافظ استجوابه، قبل أن يعود الى “بلديته” مصحوبا بعدد من عمالها ومخاتير الحزب مدججا لسانه بفائض قوّة ويرد على الاتهامات بالقول:” إذا أعطاني هالشخص شي يروح يتشكى عليي يا عيب الشوم هيدا مش إبن بيت” واضاف “كنت أستطيع الرد عليه أمام الناس، ولكن لم أفعل ذلك لكي لا يقال أنني استقويت بالقوى الأمنية وشرطة البلدية، لقد كان موظفا وعاملا الآن انتهى عمله”. مصادر مقربة من بلدية بعلبك اكدت ل”جنوبية” أن “وسام جعفر كان كُلف بوضع اليد على المكب، بالشراكة والتنسيق مع رئيس البلدية، وبتغطية من قيادات الثنائي في المنطقة، وهو قبل انهيار قيمة الليرة كان يدر مبالغ طائلة، لذلك كانت البلدية ترفض تنفيذ قرار المحافظ الذي صدر عام 2021، رغم المراجعات والتقارير عن الضرر الصحي والبيئي والرائحة الكريهة الذي يحدثه”. مصادر مقربة من بلدية بعلبك اكدت ل”جنوبية” أن وسام جعفر كان كُلف بوضع اليد على المكب بالشراكة والتنسيق مع رئيس البلدية وبتغطية من قيادات الثنائي في المنطقة ولفتت المصادر الى ان “قوّة وشراسة وجرأة جعفر وبلّوق، كانت مستمدّة من قوى الأمر الواقع ومرتبطة بشبكات فساد ومصالح مالية خاصة”. وأكدت المصادر ان “تنفيذ قرار الاقفال ما كان ليحصل لو لم يكن الجيش شريكا فيه، استكمالا لعمليته الامنية وتهذيب المحسوبين على الثنائي، وتفكيك المحميات والجزر، وهذا ما ظهر في كلام المحافظ، عندما اكد ان قرارا من هذا النوع ما كان بحاجة إلى هذه المؤازرة الأمنية والضجة التي تثار، ولكن الواقع وأرض الواقع فرضت علينا هذا الشيء وتشديده على أن “الأجهزة الأمنية سوف تتعامل مع الوضع، وتمنع أي محاولة لفتحه مجددا، من أي جهة كانت.