على وقع انتهاء أسبوع حافل بالأحداث القضائية والمالية، باتت كلّ التوصيفات والتصنيفات صالحة لأن تُسقَط على الواقع اللبناني؛ هو الجنون المنتشر في كلّ أرجائه بلا أفق للتعقل والإدراك، في ظل شعب جائع، متعب، يائس من سبيل الوصول إلى شط الأمان.
على الجبهة القضائية، فالعاصفة التي ضربتها في الايام الأخيرة، لا تزال تسير في أروقة العدلية، إذ أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن “الملف القضائي مقبل على أكثر من سيناريو فإما أن يتجه إلى التصعيد أو إلى إمكانية المعالجة في سياق التهدئة على أن السؤال المطروح هو ما إذا كان دخول السياسة على الخط سيدفع إلى المزيد من التأزيم أو أن فتوى قضائية يمكن ان تحل الاشتباك القضائي، وذلك من خلال المجلس العدلي”.
وقالت المصادر إن “الأرجح أن تتفادى حكومة تصريف الأعمال التطرق إلى الملف القضائي في حال التأم مجلس الوزراء. وفهم أن التحضيرات قائمة لعقد جلسة الأسبوع المقبل.”
أما مالياً، ومع جنون الدولار الذي وصل إلى الـ63000 ليرة، تراجع سعر صرف بعد ظهر أمس بشكل مفاجئ؛ إذ عوّض 5 آلاف ليرة من قيمته خلال ساعات، إذ قالت مصادر مصرفية مواكبة عبر “الشرق الأوسط”، إن «التعويض الضئيل في الخسارات الكثيرة التي تحققت في الأسبوعين الأخيرين، يعود إلى الحراك السياسي المكثف الذي ظهر في الآونة الأخيرة لملء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية»، لافتة إلى أن السوق «تفاعلت مع الحركة السياسية الإيجابية، والمعلومات عن قرب التوصل إلى تفاهم أو تسوية تؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وأشارت المصادر نفسها إلى أن “أحد الأسباب يتمثل في أن أواخر الشهر الحالي سيتقاضى الأفراد رواتبهم، وسيعود الموظفون إلى مبادلة العملة المحلية بالدولار عبر منصة صيرفة العائدة للمصرف المركزي»، لافتة إلى أن “مصرف لبنان لم يصدر تعميماً يلغي مفاعيل التعاميم السابقة لمبادلة الليرات بالدولار عبر صيرفة تحت سقف 400 دولار للأفراد شهرياً”.
سياسياً، يبقى الكباش بين أفرقاء 8 آذار سيد الموقف، إذ أشارت معلومات “اللواء” إلى أن “نواب التيار الوطني الحر مع نشطاء في التيار قرروا التحرك لمنع الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، والذي يجري رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالات ومشاورات من أجل التفاهم على جدول اعماله، فضلاً عن تأمين النصاب، على ان يكون موضوع توقف المدارس الرسمية، الذي يدخل بدءاً من الاثنين اسبوعه الرابع، مع اعلان أساتذة التعليم الخاص الانضمام الى الاضراب، على جدول اعمال الجلسة لاتخاذ ما يلزم من قرارات، وتقديم مشروع قانون لمجلس النواب إذا اقتضى الامر ذلك.”
وأضافت، “لم يقتصر الامر عند هذا الحد، بل تعدّاه الى وضع خطة، وفتح قنوات اتصال مع نواب المعارضة للحؤول دون وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة الاولى.”
وعلى الصعيد الدولي، أوضحت مراسلة “النهار” في باريس عن مسؤول فرنسي رفيع المستوى ان “الاجتماع الخماسي للبنان سيعقد في السادس من شباط في باريس على مستوى المديرين في وزارات الخارجية للولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر للبحث في المساعدات للبنان وخصوصاً آليات الضغط على المسؤولين اللبنانيين للقيام بالإصلاحات وانتخاب رئيس للجمهورية.”
وفي الأجواء الدولية ـ اللبنانية أيضاً، أوضحت أوساط واسعة الاطلاع لـ”نداء الوطن”، أنّ “زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة إلى بيروت، عزّزت مناخ التشدد في مختلف الاتجاهات لدى محور الثامن من آذار”، معتبرةً أنّ “هذا المناخ سرعان ما انعكس على الملف الرئاسي من خلال الاندفاعة الواضحة التي أبداها حزب الله باتجاه محاولة انتخاب مرشحه الرئاسي سليمان فرنجية بنصاب النصف زائداً واحداً ولو من دون أن يحظى انتخابه بأي غطاء مسيحي وازن”.
وأشارت الأوساط نفسها إلى أنّ “عبد اللهيان لم يطلب من قيادة الحزب أي أمر محدد ومباشر في ما يتصل بالملف الرئاسي أو أي ملف داخلي لبناني، لكنه اكتفى بنقل رسالة إلى حلفاء طهران اللبنانيين مفادها تدبّروا أمركم بكثير من العناية في مواجهة الاستحقاقات المصيرية الداهمة التي تمرّ بها المنطقة، خصوصاً وأنه عكس بوضوح نظرة إيرانية تشاؤمية حيال تطورات الأوضاع الإقليمية في ظل المواجهة المفتوحة التي تخوضها طهران على كافة جبهاتها الداخلية والخارجية، لا سيما بعدما تدهورت علاقاتها مع الأوروبيين في الآونة الأخيرة.”