عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية.
وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا بياناً ، جددوا فيه إلحاحهم على المجلس النيابي أن “يسرع في المبادرة إلى عقد الجلسة الانتخابية التي نص على آليتها وشروطها الدستور لاختيارِ رئيسٍ جديد للدولة، ولاسيما أن الأوضاع العامة باتت على شفير الانهيار الكارثي الكامل، الذي قد لا تستطيع أيُّ قوّةٍ مواجهته. هذا الإنهيار المتفاقم يتحمّل مسؤوليّته نوّاب الأمّة بإحجامهم عن انتخاب الرئيس تقيّدًا بالدستور”.
وتابع الآباء بـ”ذهولٍ وأسف شديدَين، الصراع المُحتدِم في السلك القضائي، والذي يُهدِّد بتعطيل سير العدالة ولا سيما في ما يتعلّق بكشف حقيقة تفجير مرفأ بيروت. وهم يستصرخون ضمائر المعنيين، مع الآلاف من ذوي الضحايا ومن المنكوبين بنفوسهم وأجسادهم وأرزاقهم، من أجل تحييد هذه القضية عن التجاذبات السياسية”، وطالبوا “بمتابعة التحقيق حتى صدور القرار الظني، وفي أسرعِ وقتٍ ممكن. إنّ القضاء هو ركيزة دولة الحقّ والمؤسّسات، بدونه يتحكّم بها أصحاب النفوذ والدكتاتوريّات، وتسودها الفوضى وشريعة الغاب”.
وراقب الآباء “بقلقٍ كبير التلاعب الخطير في أسعار صرف العملة الوطنية، والذي يُؤدّي إلى ارتفاعاتٍ جنونية في أثمان المواد الحياتية والمعيشية، بما يحول دون تمكُّن معظم اللبنانيين من تأمين احتياجاتهم منها”. مناشدين الجهات المُختصَّة المُسارَعة إلى “توفير المُعالَجات المطلوبة”.
وقالوا: “تتزايد في الآونة الأخيرة ظواهر الاختلال في الأوضاع الامنية، وتتنقّل من منطقةٍ إلى أخرى ويسقط من جرائها ضحايا وجرحى بين مُفتعِليها والمواطنين. ونحذِّر من ذلك”، وأهابوا “بالسلطات العسكرية والأمنية اتِّخاذ الإجراءات اللازمة لوضعِ حدٍّ لها، خصوصًا حيث تصطبغ الاعتداءات بطابعٍ فئوي أو طائفي”.
وأضافوا، ” يُعاني القطاع التربوي مزيدًا من التدهور، بحيث تُضطّرّ مؤسسات منه إلى الإقفال. والأمر نفسه نشهده في قطاعاتٍ حيوية أخرى، صحية وإدارية. إن البلاد لم تعُدْ تحتمل، وبوادر الغضب الشعبي لا بد آتية، إنْ لم يكتمِلْ عقد السلطات وعملها وتعاونها لخير الوطن والمواطنين”.
وفي ختام البيان، أعلن المطارنة الموارنة، أن “الكنيسة المارونية تحتفل في التاسع من هذا الشهر بعيد شفيعها القديس مارون ويشاركهم جميع اللبنانيين بهذا العيد الوطني. يتوسّل الآباء مع أبناءهم وبناتهم الى الله أن يمنحهم نعمة التمثل بفضائل هذا القديس، ولا سيما الإيمان العميق وممارسة الصلاة والزهد والتقشف ، سائلين الله بشفاعته أن يمن على لبنان بالأمن والإزدهار والسلام، وعلى شعبه بالصبر والصمود في وجه المحن التي ابتلي بها”.