لَيتَ… لكن! بَقَلَم: مُورِيس وَدِيع النَجَّار

 

رَبِّ! حِلْمُ النُّهَى، وتَوقُ القُلُوبِ، في أُناسٍ مُرادُهُم مِن طُيوبِ

يَبتَغُونَ الصَّلاحَ في كُلِّ أَمرٍ، بِبَلاغٍ كَرَنَّةِ العَندَلِيبِ

كانَ، مَرَّ الزَّمانِ، كالرِّيشِ هَبَّت فِيهِ رِيحٌ مَجنُونَةٌ في هُبُوبِ

فَقِيادُ الأَيَّامِ، في أَغلَبِ الظَّنِّ، ـــــــــــــــــ لِأَيدٍ مَمهُورَةٍ بِالذُّنُوبِ

والقُلُوبُ الَّتي بِصَفْوِ وُرُودٍ، والأَيادِي الرَفِيفُها مِن طِيْبِ

لا تَنِي تَحمِلُ الصَّلِيبَ وتَمشِي كَنِعاجٍ إِلى المَصِيرِ الكَئِيبِ

فَلْيَرَ كُلُّ راضِخٍ في قُنُوٍع أَنَّ في نَفْرَةِ الإِباءِ الغَضُوبِ

ما يَدُكُّ البُرُوجَ فَوقَ طُغاةٍ، ويُوَشِّي بِالعِزِّ ذُلَّ الصَّلِيبِ!

***

يَتَنادَى الأَسيادُ في كُلِّ عَصرٍ، عِوَضَ السِّلمِ، لابتِكارِ الحُرُوبِ

يَدَّعُونَ الصَّوابَ، لكِنْ بِزَيْفٍ، وبَراءٌ مِنهُم مَرامُ الشُّعُوبِ

وإِلَيهِم يَأتِي الَّذينَ، بِمَكْرٍ، سَخَّرُوا اللهَ لِلمُرادِ المُرِيبِ

يَزرَعُونَ الدُّرُوبَ بِالأَمَلِ الواهِي ـــــــــــــــــ وفي وَكْدِهِم يَسارُ الجُيُوبِ

ولَكَم خَدَّرُوا الأَنامَ بِوَعدِ ـــــــــــــــــ البَعْثِ في جَنَّةِ النَّعِيمِ الرَّحِيبِ

كُلُّهُم لاهِثٌ إِلى ما يُمَنِّي ـــــــــــــ النَّفسَ، والقَومُ كالقَطِيعِ الصَّخُوبِ

مُستَكِينُونَ، تَوقُهُم في هُراءٍ، جُلُّهُ المَيْنُ، مِن لَهاةِ الخَطِيبِ!

***

وهُنا… في خَمائِلِ الأَرزِ، عاثَت، بِاخضِلالِ الرُّبَى، دَواهِي الخُطُوبِ

لَيسَ مِن رادِعٍ لِغَيٍّ تَفَشَّى، أَو ضَمِيرٍ مُحاسِبٍ، أَو رَقِيبِ

لَيتَ شِعرِي… هل يَنجَلِي الغَيبُ عن ــــــــــــــ صِيْدٍ يَقُودُونَنا بِرَأيٍ مُصِيبِ

فَتُنَقَّى رُبُوعُنا مِن فَسادٍ مَلَأَ الأَرضَ شُؤْمُهُ بِالنَّعِيبِ

واعِتِسافٍ حَدا البَرايا كِباشًا، وخُنُوعٍ أَذَلَّها، وعُيُوبِ

فَنَشِيدُ الإِنسانَ حُرًّا، أَبِيًّا، شامِخَ الرَّأسِ في سُمُوٍّ عَجِيبِ

ونَرَى اللهَ في الهَياكِلِ طُرًّا، تَنتَهِي في مَداهُ كُلُّ الدُّرُوبِ

وإِذا نَحنُ أُمَّةٌ، ونُباهِي مَن عَلَا في البَعِيدِ أَو في القَرِيبِ

إِنَّما العِزُّ في صِراعٍ وبَذْلٍ، بِالدَّمِ الحُرِّ، والذِّراعِ الخَضِيبِ

ثُمَّ لا يُثمِرُ التَّمَنِّي غِلالًا، أَو تَفِي الحُسْنَ كَثرَةُ التَّشبِيبِ!

***

لَيتَ… لكِنْ هي الحَياةُ، ويَبقَى فاعِلُ الشَّرِّ في نَشاطٍ دَؤُوبِ

وسَتَبقَى في الأَرضِ تَعدُو ذِئابٌ، تَزرَعُ الرُّعبَ في الظَّلامِ الرَّهِيبِ

وإِلى عَدْوِها المُخِبِّ نِعاجٌ تَتَمَطَّى، مَسِيرُها في دَبِيبِ

غَيرَ أَنَّ الرِّياءَ لا بُدَّ ذاوٍ، وضِياءَ الضَّلالِ نَحوَ الغُرُوبِ

فَإذا حَصحَصَت، بِعَتمَةِ لَيلٍ، نَجمَةٌ، قُلْ: ذَوَى البَرِيقُ بِذِيبِ

ثُمَّ لا بُدَّ أَن يُطِلَّ صَباحٌ، وَيَرِفَّ الجَنَى بِحَقلٍ خَصِيبِ

وتَمُوجَ السَّنابِلُ التِّبْرُ شَمسًا ليسَ يَخبُو وَمِيضُها في مَغِيبِ

وتَفِيضُ الغُدرانُ في الأَرضِ خَيرًا، فَلَكَم ضاقَ ذَرعُها بِالنُّضُوبِ

وإِلى بَسمَةِ الشُّرُوقِ طَوِيلًا بَعدَ أَن ضِيمَتِ الدُّنَى بِغُرُوبِ!