أكّد السفير الروسي الكسندر روداكوف خلال جوابه على سؤال حول ما إذا كان هناك عروض روسية في مجالات عدّة لتقديم المساعدة للحكومة والشعب، أنّه “يدرك أصدقاؤنا اللبنانيون جيدًا استعداد روسيا المستمر لتقديم يد العون في الأوقات الصعبة”.
وأشار روداكوف في حديث لموقع “العهد” إلى، أنّ “يتم تقديم المساعدة العينية الروسية للبنان، بما في ذلك من خلال منظمات للأمم المتحدة الإنسانية، تم مثلًا في العام الماضي توزيع 714.15 طنًا من زيت دوار الشمس الروسي على المدارس اللبنانية”.
وقال: “نقدم كل عام للطلاب اللبنانيين الراغبين بتلقي التعليم المجاني في الجامعات الروسية 150 منحة دراسية”.
وأضاف، “تلبية لنداء الحكومة اللبنانية، اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرارًا بشأن الإمداد المجاني بالقمح والمنتجات البترولية، ويتم حاليًا تنسيق الشؤون اللوجستية التقنية لنقل هذه المنتجات”.
وأردف، “ندرس بالإضافة إلى ذلك آفاق تكثيف التعاون الثنائي في عدد من المجالات، بما في ذلك الطاقة والطب والزراعة”.
وأوضح روداكوف، أنّ “نحن نبحث عن فرص أخرى لدعم أصدقائنا اللبنانيين خلال هذه الفترة الصعبة لبلدهم. ونظل دائمًا منفتحين على النظر في المقترحات المتعلقة بإطلاق أي مشاريع مفيدة للطرفين”.
وتابع، “ونحن مقتنعون بأن الانتخاب المبكر لرئيس لبنان وما يليه من تشكيل حكومة فعالة وقادرة، سيساهمان إسهامًا كبيرًا في التقدم الناجح لجميع هذه المبادرات”.
وعن أزمة عدم تأمين الوقود لشركات الطيران الروسية في لبنان علّق روداكوف، أن “أحد مظاهر الإرهاب الاقتصادي الغربي الذي ذكرناه سابقًا، هو التخويف الصارخ والفاضح للشركاء الذين نتعامل معهم، بهدف رفض التعاون معنا”.
وأكمل، “ولم تستطع الشركات العاملة في لبنان المتخصصة في الصيانة الأرضية للطائرات الافلات من هذا المصير اذ وتحت تهديد العقوبات حظر عليهم إعادة تزويد الطائرات الروسية بالوقود”.
وقال:”وهذا بطبيعة الحال، يخلق بعض الإزعاج والارتباك، وأخذًا بعين الاعتبار، تَأقلمَ وتَكيّفَ كامل الاقتصاد الروسي مع ضغط العقوبات المستمر”.
وزاد، “واننا ووفق مصالح بلدنا العليا، نعتمد طرقًا فعالة لتحييد الضرر الناجم عن القيود المطبقة ضدنا ونرد عليها بالشكل المناسب، واننا مقتنعون أنه بمرور الوقت سنتمكن من استعادة الرحلات الجوية على خط موسكو – بيروت”.
وأوضح روداكوف حول أثر تماهي الحكومة اللبنانية مع بعض العقوبات المفروضة على روسيا بطلب غربي على الجالية اللبنانية في روسيا، أنّ “تخلق الدول الغربية في اطار محاولاتها الموتورة والرعناء لإلحاق أضرار اقتصادية بروسيا مجموعة كاملة من التعقيدات الإنسانية التي يتضرر منها الأبرياء، فتزداد غالبًا وتصبح أكثر حدة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في هذه الدول نفسها التي تفرض العقوبات”.
وأسف روداكوف أن “هذه السياسة القصيرة النظر قد أثرت سلبًا على وضع الآلاف من المغتربين اللبنانيين الذين يعيشون في روسيا، اذ حرمتهم من إمكانية الاستفادة من الرحلات الجوية المباشرة غير المكلفة إلى وطنهم. ونحن نحاول إيجاد طريقة للخروج من هذا الوضع”