“الأمور في غاية التعقيد… والعلّة تكمن هنا!”

صدر عن المجلس التنفيذي للرابطة المارونية بيان أمس الخميس, دعوا فيه الى إبقاء الجيش وقيادته بمنأى عن التجاذبات السياسية.

وفي هذا الإطار, أكّد المحلّل السياسي جورج علم, أن “بيان الرابطة المارونية يعبّر عن تمنيّات, بمعنى أن يكون هناك صفاء بين الفعاليات المسيحية وتحديدا المارونية لإنجاز الإستحقاق الرئاسي, ولكن ما بين التمنيّات والواقع هناك فرق شاسع وأنا أرى صعوبة في أن تُسفر كل هذه البيانات بما في ذلك المساعي لعقد إجتماع لـ النواب المسيحيين في بكركي قد تؤدي إلى نتائج إيجابية نظرا لـ التباينات ما بين الكتل النيابية والخيارات التي أخبرتها كل كتلة فيما يتعلّق بتحرّكاتها الداخلية والخارجية”.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال: “هناك صعوبة بحصول هذا الإجتماع, لكن باعتقادي إن حصل هذا الإجتماع لن يؤدي إلى نتائج مرجوّة في ظل إحتدام الإستحقاق الرئاسي لأن المسألة لا تقتصر فقط على الخلافات بين الكتل النيابية المسيحية إنما على الاصطفافات الوطنية, وكله يريد رئيس يتناسب مع مصالحه وهذا يجعل من المستحيل إنتخاب رئيس جمهورية في المستقبل القريب”.

وأضاف, “بالمسار الإنحداري التي تسير به البلاد كل الإحتمالات واردة, لأن القوة الوازنة التي تستطيع أن تحافظ على مصالح المسيحيين هي مشتتة وليس هناك من إجماع وان كان هذا الإجماع بيانيا لكن من حيث المردود العملي لا قيمة له نظرا للخلافات العميقة”.

واستعبد علم, أن “يكون هناك إنتقاص أو تصويب على مراكز مارونية بارزة مثل رئاسة الجمهوية او مع اقتراب نهاية حاكم مصرف لبنان, أو حتى مع إنتهاء ولاية قائد الجيش مع بداية السنة الجديدة المقبلة, لأن هذا يعمّق الإنقسامات في الداخل, ومن الآن إلى حين مواعيد الإستحقاقات على مستوى الفئات الأولى ربما يكون هناك انتخاب رئيس أو تغيّر للمشهد السياسي, لكن في حال استمرّت الأمور إلى ما هي عليه كل الإحتمالات السلبية واردة, وباعتقادي الرابطة المارونية أو غيرها من الفعاليات المارونية لا تملك من القوة ما تستطيعه من مواجهة هذا المخطط اذا كان هناك من مخطط يستهدف هذه المواقع القيادية في الدولة”.

وتطرّق على مواقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي كانت بمثابة هجوم على قائد الجيش, بالقول: “مواقف باسيل لا تلاقي تجاوبا من قبل الكتل المارونية والمسيحية وهذا ما يزيد الإنقسام, وقد يكون باسيل يتجرّع بحرية الرأي بأنه لا يريد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية, ولا يريد قائد الجيش جوزاف عون وهذه خيارات سياسية, لكن عندما تكون الأمور مرتبطة بخيارات استراتيجية فهذا الأمر يستدعي على الأقل توحيد الموقف بين الكتل المارونية وهذا من سابع المستحيلات”.

وأردف, “إذا كان باسيل ينتقد وليس دفاعا عن مواقفه, لكن السؤال, ما هو مواقف القوة المارونية الأخرى مما يجري, وهل هناك وحدة موقف فيما بينها؟ والدليل على ذلك أنه تمّ ترشيح النائب ميشال معوّض لرئاسة الجمهورية نيابة عن السياديين والتغيريين والمستقليين وغيرهم ولم نستطع أن نوحّد هذه المواقف لا على المستوى الماروني ولا حتى على المستوى الوطني بين سائر الكتل التي تنتسب ربما إلى ثقافات أخرى”.

وختم علم, بالقول: “لذا هنا أقول بأن العلّة هي عدم وجود حوار جدي واذا كان هناك حوار, عدم حصول توافق جدي حول ما سيدور حوله هذا الحوار وبالتالي هذا ما يجعل الأمور في غاية التعقيد أن كان على المستوى الوطني أو على المستوى المسيحي والماروني تحديدا”.