هو ليس فعل “مكابرة” ما يقوم به نواب التغيير المعتصمين داخل المجلس النيابي، كما يحاول البعض تصنيفه، بل هو فعل إيمان بما يقومون به، أقله من خلال مساواة أنفسهم بشريحة كبيرة من اللبنانيين العاجزين عن تأمين التدفئة لأُسرهم، بسبب أوضاعهم الإقتصادية الصعبة والإرتفاع الجنوني في أسعار المحروقات.
وبقدر ما نشرت العاصفة فرح فرحًا في نفوس أصحاب مراكز التزلج فهي قد تسببت بموجات برد في بيوت الفقراء الذين أصبحوا يشكلون 80 % من الشعب اللبناني.
لكن البرد في هذه البيوت يختلف عن البرد في قاعات المجلس النيابي، لأن البرد هنا سببه “النكد السياسي” بالمماطلة بإنتخاب رئيس للجمهورية وهو ما دفع النواب أولاً للاعتصام في “عز البرد” وثانياً التحدي من البعض وإتخاذ القرار بقطع الكهرباء عن المجلس وبالتالي تعطيل استعمال وسائل التدفئة فيه.
قد يقول البعض”معليش خليهن يدوقوا الي عم يدوقوا الشعب”، هذا الكلام قد يكون صحيحًا في بعض جوانبه ولكن هل التغييرين هم من تسبب بإنهيار البلد أم أولئك المتحصنين في بيوتهم أمام الـ “CHEMINEE”؟.
والدليل الصارخ على شعور هؤلاء بالبرد ما ارتدوه من ثياب تعوضهم غياب التدفئة فاستعانت النائب صليبا بثياب التزلج فيما تدثر النائب خلف العباية العربية.