رسائل “نارية” وجهها الحريري بصمت!

“هيدا البيت رح يضل مفتوح”، بهذه الكلمات توجّه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى جمهوره الذي احتشد بكثافة أمام بيت الوسط، بعد إحياء ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري عند ضريحه في ساحة الشهداء.

كلمات الحريري هذه، بمثابة رسالة إلى كل من يعنيه الأمر، بأن بيته السياسي لن يغلق على الرغم من المحاولات الخارجية والداخلية لإقفاله، ودلالة على أن خيار عودته إلى ممارسة السياسة قرار محسوم بانتظار التوقيت المناسب، أو التسوية الكبرى التي سيمتطيها كبساط “حريري” للعودة إلى لبنان.

لم تكن هذه الرسالة الوحيدة التي وجهت اليوم، فالمشهدية أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع تجمع آلاف اللبنانيين لإحياء الذكرى وإلقاء التحية على نجله سعد، رسالة كبيرة من أنصاره بأن سعد الحريري لا يزال الزعيم السني الأول والأقوى في لبنان، حتى وإن عبر بصمت مكتفياً بالتلويح لهم ملتزماً بقرار تعليق عمله السياسي.

لافتة كانت التجمعات الجماهيرية التي حضرت لقراءة سورة الفاتحة وإحياء ذكرى اغتيال “أبا بهاء” الذي لا يزال حياً في قلوبهم بحسب ما ردّدوا، رافعين الأعلام اللبنانية وأعلام تيار المستقبل، وسط حضور سياسي ودبلوماسي تمثّل أبرزه بالسفيرة الأميركية دوروثي شيا، والسفير الروسي ألكسندر روداكوف، الذين وضعا إكليلين من الزهور على الضريح.

ووسط أناشيد حزبية، وصل الحريري إلى ساحة الشهداء، فحيّا أنصاره التي رددت شعارات مؤيدة له ومطالبة بعودته إلى الحياة السياسية، قبل أن يقرأ سورة الفاتحة على روح والده وأرواح رفاقه، بحانب عمته النائبة السابقة بهية الحريري، وعمه شفيق.

حضور الحريري إلى الضريح لم يتجاوز العشر دقائق، لكنه لم يهمل تماسه مع الناس، فنزل إلى الجماهير ليلامس بحضوره قلوبهم قبل أيديهم، ليغادر بعدها متوجهاً إلى بيت الوسط، الذي فتح أبوابه أمام المناصرين الذين تجمهروا بكثافة أمامه ليخرج عليهم الحريري ويلوح بيديه لهم ويقول “هيدا البيت رح يبقى مفتوح ورح يكمل مشوار رفيق الحريري والله يرحم الرئيس الشهيد”.