لا سقف للدولار!”

إرتفع سعر الدولار في السوق الموازية اليوم الثلاثاء, حيث تخطّى عتبة الـ 75 ألف ليرة لبنانية, فما هي أسباب هذا الإرتفاع؟

وفي هذا السياق, أكّد الخبير الإقتصادي الدكتور إيلي يشوعي, أن “البنك المركزي هو المسؤول عن إستقرار سعر الصرف, إلاّ أنه فشل في إستمرار ضمان هذا الإستقرار “.


وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, تطرّق يشوعي إلى أسباب فشل البنك المركزي, فهو انتهج منذ التسعينات سياسية تثبيت سعر الصرف وهذه السياسية ترافقت مع نسب فوائد مرتفعة بمعزل عن عمل سوقَي النقد والقطع في ظل نظام إقتصادي حر, واستمراره بنهج سياسية التثبيت مع منصات “صيرفة”.

وأضاف: “كان يتدّخل بدولارات من أجل أن يحافظ بقدر الإمكان على سعر منصة “صيرفة” لكن في كل مرة كان يخسر دولاراته ويفشل في المحافظة على السعر الذي يحددّه لأنه ليس السعر الحقيقي, فهو سعر سوق موازية للسوق الحقيقة, سوق مبتكرة وليست طبيعية, لذلك رأينا سعر صيرفة يرتفع من 12 ألف ليرة مع إطلاق منصة صيرفة ليصل اليوم إلى هذا السعر متوقعاً أنه مع عودة المصارف إلى عملها سيلامس سعر صيرفة الـ 50 ألف ليرة.

وتابع, “البنك المركزي لا يستطيع أن يتغلّب على السوق الحقيقة في ظل نظام إقتصادي حرّ, لأن أي شخص أو مؤسسة لا يستطيعان التغلّب على شعب بأكمله, لا سيما أن السوق هو عرض وطلب من قبل الشعب, لذلك لا تستطيع مؤسسة أن تفرض على شعب سعر معين, لأن قوّتي العرض والطلب نابعة من الناس”.

وأردف, “البنك المركزي فقد منذ التسعيات الكثير من الإحتياطات ومع الأسف تبين منذ الإنهيار المالي أنه لن يستطيع التغلّب على السوق الحقيقة, مهما تدخّل ومهما أنفق ومهما عرض من دولارات على أسواق وهمية غير حقيقية”.

وشدّد يشوعي على أنه “لم يعد للمركزي إحتياطات, بحيث انخفضت من 120 مليار دولار إلى 3 مليارات لا أكثر”.

واستكمل, “المركزي لا يمكنه التدخّل في نفس الكميات التي كان يتدخّل بها, إلا إذا تدخل كمضارب أي يعرض كمية من الدولارات على صيرفة تسبّب بخفض الدولار في السوق الحقيقة لعدّة أيام, ومن ثم يعود ويشتريه بسعر أقل”.

وعن سبب الإرتفاع الكبير بالدولار اليوم؟ أجاب: “هناك طلب كبير على الدولار, فهناك مستحقات ومتأخرات لمستوردات تدفع بالعملة الأجنبية, لا يستطع بلد أن يعيش على إحتياطات لا تتخطّى الـ 4 مليارات دولار”.

وقال: “صحيح أن هناك تحويل للبنانيين من الخارج نحو 7 مليارات دولار سنويا, وصحيح هناك 3 مليارات صادرات, وصحيح هناك مليارين للأعياد ينفقها اللبنانيون أو غير اللبنانيين في الأعياد, لكن لبنان لا زال يستورد لأكثر من دولة, يعني هناك خروج للدولارات أكثر بكثير من دخول دولارات سنويا”.

ولفت إلى أن “الإقتصاد النقدي هو إقتصاد تبييض الأموال, هو إقتصاد المتاجرة بكل أنواع الممنوعات”.

وختم يشوعي, بالقول: “الله يساعد غالبية اللبنانيين, وكما قلت في بداية الأزمة مع إختفاء ودائع اللبنانيين ومع تدهور الإحتياطات الوطنية للعملة الأجنبية, ان كان في القطاع المصرفي أو لدى مصرف لبنان, لن يكون لسعر صرف الدولار سقف في لبنان”.