في ظل الإرتفاع المتسارع بسعر صرف الدولار بالسوق الموازية، والذي يعني إنهياراً كبيراً للعملة الوطنية، مع ما يقابلها من نسبة تضخم كبيرة وزيادة هائلة في الكتلة النقدية بالسوق، يجري الحديث في الآونة الأخيرة عن حتمية الذهاب إلى طباعة عملتي الـ 500 ألف والمليون ليرة، فهل نتجه إلى هذا الخيار حتماً؟ وما هي نتائجها؟!
في هذا السياق رأى الخبير الاقتصادي باتريك مارديني, أن “الكتلة النقدية ارتفعت 20 ضعفاً خلال 3 سنوات, فبعد أن كان في السوق حوالي الـ 4 و5 تريليون ليرة اليوم نتحدّث عن حوالي الـ 75 تريليون ليرة وهذه الزيادة كبيرة جدا”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” قال مارديني:”في البلدان الطبيعية الكتلة النقدية ترتفع حوالي 2% في السنة، بينما في لبنان ترتفع 20 ضعفاً وهذا الأمر مرعب ويغذّي ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء, وبالتالي لا مشكلة في شح الدولار في لبنان إّنما هناك فائض في الليرة”.
وعن طباعة ورقة المليون والـ 500 ألف ليرة، رأى مارديني أن “لبنان يتجه إلى مرحلة سيُجبر بها على طباعة ورقة المليون ليرة والـ 500 ألف لتسهيل التعاملات اليومية وهذا أمر محزن, لأن هذا يعني إنهيار في القدرة الشرائية وأن الليرة لم يعد لها قيمة مرتفعة وبالتالي تراجع في المدخيل”.
واستكمل, “التدوال بالأوراق النقدية في هذه الفئات الموجودة حالياً أصبح صعب, وإن كان هناك إيجابيات بطباعة هذه الفئات فهو تسهيل عملية التدوال”.
كما أشار ماريدني إلى سلبيات طباعة هذه الفئات من الأوراق النقدية, بالقول: “هذا الأمر سيسرع من عملية طباعة المزيد من الليرة اللبنانية وسوف يؤدي إلى استمرار إنهيار سعر صرف الليرة وإرتفاع الدولار”.