(في رَحِيلِ صَدِيقِ العُمرِ، رَئِيسِ اتِّحادِ بَلَدِيَّاتِ الكُورَةِ، المُهَندِسِ كَرِيم بُوكَرِيم، في 24/2/2023)
قالُوا انتَهَى، وانتَهَى ما لانَ أَو طابا، والعُمرُ شَوْطٌ، سُداهُ كان أَتعابا
مَن قالَ غابَ؟! أَوَهْمٌ كان كَذَّابا؟! ها ذِكرُهُ خالِدٌ فِينا، وما غابا
في حَدْقَةِ العَيْنِ مَسراهُ ومَنزِلُهُ، إِنْ غابَ حِينًا يَعُدْ، في البالِ، مُنسابا
كَبَسمَةِ الفَجرِ غَلَّت في جَوانِحِنا، مُبتَلَّةِ الجِنْحِ أَنسامًا وأَطيابا
كَطَلَّةِ الأَمَلِ المَرْجُوِّ يَسرَحُ في أَضلاعِنا، فَحُنُوُّ الدِّفْءِ قَد ثابا
مَنْ قالَ…؟! لا لَم يَغِبْ حَتَّى ولَو فُجِعُوا أَنْ هَيكَلٌ كانَ ثُمَّ انهَدَّ أَعتابا
يَبقَى الرَّحِيقُ شَذِيًّا في الدِّنانِ وقد مَضَت كُرُومٌ، وَجَذَّ القَومُ أَعنابا!
***
ذا الدَّهرُ يَقضِي على الشَّهْمِ العَزِيزِ وكَم، لِمَنْ تَغاوَوْا أَنارَ الدَّرْبَ والبابا
هي الحَياةُ، فَلا تَعْجَبْ لِمَسلَكِها، فَكَم شُعاعٍ تَراءَى كانَ خَلَّابا
واهزَأْ بِها قَبلَ أَنْ تُردِيكَ دُهْمَتُها، وهُزْؤُها، وتَذُوقَ المُرَّ أَكْوابا!
***
يا إِلْفَ رُوحِي… فُؤَادِي، اليَومَ، مُنقَبِضٌ، وكَيفَ أَسلُو وَشَكَّ الدَّهرُ بِي نابا
فَمَزَّقَ الأَقرَبَ الأَوْفَى، وجَرَّعَنِي كَأسَ الفِراقِ فَباتَ الشَّهْدُ لِي صابا
شَجَيتَنِي، يا حَبِيبَ الرُّوْحِ، فَانتَشرَ ـــــــــــ السَّوادُ، بَعدَكَ، سُمَّارًا وأَثوابا
تَرَكتَنا، أَتَرانا مِنْ عُلاكَ وقد، رانَ الذُّهُولُ، وهَدَّ الخَطْبُ أَصحابا؟!
رَبَّاهُ… عَطْفَكَ، لَم نُكمِلْ مَسِيرَتَنا، ولَم يَزَلْ حُلْمُنا، في الصَّدْرِ، صَخَّابا
نَسِيرُ، نَبنِي، نُعَلِّي، ما وَهَتْ، هَلَعًا، مِنَّا العَزِيمَةُ، أَو إِقدامُنا هابا
نَجُوبُ في الأَرضِ، نَسعَى، لا نَكِلُّ، ولا نَدرِي بِأَنَّ الفَنا في بُرْدِنا جابا
يَمُرُّ فِينا نَذِيرٌ لا يُهاوِدُنا، فَيَحصُدُ الجَمْعَ أَخدانًا وأَترابا
يا مَوتُ وَيْحَكَ قَوَّضْتَ الهَناء بِنا، وهاكَ تَقْصِفُ خُلَّانًا وأَحبابا
هذِي رُولا، والثَّلاثُ، اليَومَ في هَلَعٍ، قَضَى الكَرِيمُ فَغَشَّى الحُزنُ مِحرابا
بِاللَّهِ مِنكَ إِلى أَنطُونَ مِنِّي جَوًى، كانَ الحَبِيبَ، وعِندَ السُّؤْلِ وَثَّابا
فَالبُعْدُ طالَ عَنِ الأَهلِينَ، وانتَثَرَت بِنا النُّدُوبُ، وعُمْرُ الصَّبْرِ قد شابا
وكُلُنُّا، اليَومَ، نَبكِي، لا يُعَلِّلُنا رُشْدٌ، وجَمْرٌ غَزا صَدْرًا وأَهدابا!
***
رَبَّاهُ… شَلَّ رَحِيلُ الخُلِّ طاقَتَنا، فَلا تَدَعْ يَأْسَنا، في الحُزْنِ، جِلْبابا
لَنا رَجاءٌ بِأَنْ فِيكَ الرِّضَى، وبِأَنْ إِنْ سُدَّ بابٌ، هُنا، أَشرَعتَ أَبوابا
رَبَّاهُ… إِنَّا إِلَيكَ الآنَ، في وَرَعٍ، نَتلُو الصَّلاةَ، وفِينا القَلبُ قَد ذابا
فَاحضُنْ حَبِيبًا، عَطاءً مِنْ لَدُنْكَ، فَها، بَعْدَ الطَّوافِ، إِلى مَغْناكَ قَد آبا!