أثار فيلم عراقي يشارك فيه ممثلون إيرانيون ومسلسل تاريخي سعودي حالة من الجدل والغضب الشديدين بين بغداد والسعودية.
وأعلنت قناة الشعائر الفضائية عن إنتاج فيلم “شجاعة أبو لؤلؤة النهاوندي”، وقالت إنه أكبر إنتاج إسلامي تاريخي لهذا العام، بمشاركة ممثلين من العراق وإيران وسوريا ولبنان، وذلك ردا على إعلان قنوات “إم بي سي” السعودية” بث مسلسل “معاوية بن أبي سفيان” في شهر رمضان.
والمرجعية الشيرازية واحدة من أهم المرجعيات الشيعية الاثني عشرية الموجودة في العالم، هي الممول الرئيسي لقناة “الشعائر” التي أعلنت عزمها إنتاج الفيلم المثير للجدل.
وانطلاقا من حالة الجدل التي ثارت أخيرا لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي حول الفيلم، طالبت “هيئة الإعلام والاتصالات” العراقية (مستقلة) قناة “الشعائر” الفضائية بعدم عرض الفيلم.
وقالت في خطاب موجه لـ “الشعائر”: “توجه هيئة الإعلام والاتصالات قناتكم بعدم بث أي عمل فني من شأنه إذكاء السجال والجدل المذهبي حفاظا على أجواء شهر رمضان الكريم واستقرار البلاد والسلم المجتمعي”.
وأضافت أن طلبها يأتي “استنادا إلى الصلاحيات الممنوحة لهيئة الإعلام والاتصالات لتنظيم قطاع الإعلام في جمهورية العراق، وبعد الرصد والمتابعة وورود العديد من الشكاوى المجتمعية إلى الهيئة بخصوص نية قناتكم بث أعمال فنية تتناول موضوعات تاريخية جدلية، ومنعا لحدوث أي سجال مذهبي خاصة في شهر رمضان المبارك”.
وردّت قناة الشعائر على خطاب هيئة الإعلام والاتصالات بالتأكيد على أنها تراجعت عن بث الفيلم لكن بشرط عدم بث مسلسل “معاوية بن أبي سفيان”، الذي أعلنت مجموعة قنوات “إم بي سي” السعودية عرضه خلال رمضان على قناة “إم بي سي” العراق.
وقالت القناة: “سوف نلتزم بعدم بث فيلم “شجاعة أبو لؤلؤة” الذي روجنا إليه في وقت سابق، احترامًا وتقديرًا لقرار هيئة الإعلام والاتصالات، بمقابل التزام قناة mbc بعدم بث مسلسل “معاوية” والذي ينتقص من المعتقدات الدينية لطائفة كبيرة من المسلمين لاسيما مع الرفض الديني والشعبي لعرض هذا المسلسل”.
وردت المجموعة السعودية بالتأكيد على أنها لن تبث مسلسل “معاوية” على شاشة قناة “إم بي سي العراق”، خلال شهر رمضان.
ومعاوية بن أبي سفيان هو مؤسس الدولة الأموية في دمشق بعد أن تم نقل مركز الخلافة من المدينة المنورة، وقد ظهر في فترة حرجة من التاريخ الإسلامي والمعروفة باسم “الفتنة الكبرى” التي أعقبت مقتل عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين.
وكانت شخصيات سياسية عراقية قد دخلت على خط الأزمة واستهجنت عرض المسلسل والفيلم على حد سواء.
وقال رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إن “بث مثل هذه المسلسلات مخالفا للسياسات الجديدة المعتدلة التي انتهجتها السعودية”.
وأضاف في بيان أن مسلسل “معاوية – وفيلم “أبو لؤلؤة”: “كلاهما باطل ومثير للفتنة، ولا تمثل (الشخصيتان) السنة والشيعة”.
واعتبر أن “التاريخ مثبت عند كل الطوائف الإسلامية” فيما يتعلق بالدور الذي لعبه معاوية في فترة حرجة من تاريخ الإسلام.