“الأزمة خانقة”… عوامل طارئة وهامة أدّت إلى “جنون” الدولار!

عاود سعر صرف الدولار، إلى إرتفاعه السريع والجنوني بشكل مفاجئ، بعد أيام من الإستقرار الذي شهدته الأسواق، بحيث لامس سعر الدولار مقابل الليرة سقف الـ 89 ألف، مع القليل من التخبط إنخفاضاً وصعوداً، فما هو سبب هذا الإرتفاع المفاجئ؟!

في هذا السياق أشار الخبير الإقتصادي إيلي ييشوعي إلى أن “جمعية المصارف أصدرت أمس نوع من تقرير يقول أن المصارف مودعة في مصرف لبنان 85 مليار دولار ولا تستطيع الوصول إلى دولار واحد منها، وهي تعمل على حفنة من الدولارات وكل مرة يضخها البنك المركزي عبر صيرفة ليؤثر سلباً على سعر صرف الدولار وإيجاباً على الليرة”.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” قال يشوعي: “من ناحية أخرى لدى المصارف 4 مليارات و 100 مليون دولار حسابات فرش دولار، ولكن إلتزامات المصارف تجاه البنوك المراسلة هي 4 مليارات و 300 مليون دولار، وهذا ما أدى إلى عجز”.

وأضاف، “تلك الدولارات لم تعد متوافرة وأشبهها بالودائع الدفترية ومن الصعب تحريكها وتحويلها إلى أي مكان والمصارف لم تعد تستطيع أن تكبر حجم عجزها المالي مع البنوك المراسلة لها”.

وتابع يشوعي، “البنك المركزي لا يدفع شيء من الـ 85 مليار دولار، وكلما تدخل قد تستفيد المصارف قليلاً ولكن التجار والنافذين والمتمولين يستفيدون أيضاً، أي أن الإفادة تنحصر بفئات معينة على صيرفة كل مرة، وهذا يعني إعلان مبطن لإفلاس المصارف في لبنان”.

وأردف، “مصدر الدولارات المتداول بها داخل لبنان هي من اللبنانيين بالخارج ومن الصادرات، ومن الأموال التي تدخل لبنان في الزيارات بالأعياد من قبل لبنانيين وغير لبنانيين، أما المصرف المركزي فلم يتبق لديه شيء ولدى المصارف أزمة سيولة خانقة”.

وختم يشوعي بالقول، “أتمنى أن تأخذ الدولة كل شيء عن أكتاف المصارف وليتم رد الـ 85 مليار دولار لتقلع هذه المصارف أو أنها لن تتمكن من الإقلاع أبداً”.