قالت صحيفة إسرائيلية إنّ زيارة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، كشفت عن 4 خلافات كبيرة بين تل أبيب وواشنطن.
وأظهرت الزيارة أن الخلافات بين تل أبيب وواشنطن، حول القضية الفلسطينية والتغييرات القانونية آخذة في التعمق، فيما تمّ تسجيل اتفاق جزئي وحيد حول التعامل مع البرنامج النووي الإيراني والمخاوف الأمنية الإقليمية.
ووصل المسؤول الأميركي إلى دولة الاحتلال للتعبير عن موقف إدارة الرئيس جو بايدن، بشأن الأزمة السياسية الداخلية في “إسرائيل”، والتحديات الإقليمية.
وعقد أوستن اجتماعين في مطار بن غوريون، أولهما مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وثانيهما مع نظيره يوآف غالانت، الذي لم يخف خلافات الإدارتين في القضايا الرئيسية، بل كرر مرتين أن كل الخيارات يجب أن تكون جاهزة للعمل في إيران، ولم يقل إن هناك تفاهما بين إسرائيل والولايات المتحدة بهذا الشأن.
رون بن يشاي الخبير العسكري لصحيفة “يديعوت أحرنوت”، أكد أنه “من الواضح أن هناك خلافًا أمريكياً إسرائيليا في الشأنين الإيراني والفلسطيني، حيث توسل الضيف الأميركي إلى مضيفيه الإسرائيليين تهدئة الوضع الأمني، لكن غالانت زعم مواصلة النشاط كما هو اليوم في الأراضي الفلسطينية من أجل منع العمليات، مما يشير لعدم وجود اتفاق قائم”.
وأضاف أن “أوستن افتتح بيانه الصحفي بفقرة طويلة عن القيم الديمقراطية المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة، والحاجة لنظام قضائي مستقل وقوي، وإجراء تغييرات بإجماع واسع حتى تكون مستقرة، وهذه ليست مسائل أمنية، مما يؤكد أن بايدن أرسله لإيصال رسالة حازمة لنتنياهو فيما يتعلق بحاجة الولايات المتحدة لتجنب الحكومة الإسرائيلية تقويض استقلالية وقوة النظام القانوني، وإجراء تغييرات دستورية عندما يكون هناك إجماع واسع بين الإسرائيليين”.
وأشار إلى أن خلافات “إسرائيل” والولايات المتحدة تشمل التغييرات القانونية، وكذلك حول القضية الفلسطينية، وتجنب إسرائيل تقديم مساعدة عسكرية دفاعية فعلية لأوكرانيا.
والقضية الوحيدة التي فيها اتفاق جزئي هي مواجهة النووي الإيراني والأمن الإقليمي، ويبدو أن الولايات المتحدة تواصل بلا انقطاع، وستستمر، بتقديم المساعدة التكنولوجية والمالية لجهود إسرائيل للتحضير لصراع عسكري مع إيران، وفقاً للخبير.
ورغم الخلافات المتصاعدة بين واشنطن وتل أبيب، لكن هناك العديد من جهودهما المشتركة، حيث سيستمر التعاون والتنسيق العسكري الإقليمي، دون التفكير بعد بجدية الخيار الهجومي ضد إيران، ويطالبون بعدم التسرع في هذا الاتجاه، لأن إدارة بايدن تفضل التعامل مع طهران بالوسائل الدبلوماسية، مما يؤكد أن أوستن جاء لإسرائيل للتحدث أكثر من الاستماع، ونقل رسائله لكبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، وفي حال لم تأخذ في الاعتبار نصائح واشنطن، فإن تعاونهما قد يتضرر في السياق الإيراني.
في ملف متصل، فقد ألغى مسؤولون يهود كبار في إدارة بايدن مشاركتهم في مؤتمر البوندس في واشنطن بعد أن رفض المنظمون إلغاء خطاب وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش بسبب دعوته لمحو بلدة حوارة.
دانيال أديلسون مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أنه “كان من المفترض أن يشارك كبار المسؤولين اليهود في إدارة بايدن بإلقاء كلمة في المؤتمر المذكور، لكنهم ألغوا مشاركتهم لأن سموتريتش سيشارك فيها، فيما أكد المسؤولون الحكوميون الأميركيون أنهم لن يلتقوا به أثناء زيارته للولايات المتحدة، ونظمت حركة احتجاجية للإسرائيليين في الولايات المتحدة مظاهرة خارج المؤتمر حيث سيلقي سموتريتش كلمة يوم 12 آذار، وتنضم هذه الدعوات لتصريحات مماثلة ظهرت في الأشهر الأخيرة”.
وأضاف أن “منظمة “أميركيون من أجل السلام الآن”، وزعت عريضة تطالب بايدن بإعلان سموتريتش شخصية غير مرغوب بها في البلاد، وفي أقل من يوم جمعت 1100 توقيع، ومن بين المتحدثين في المسيرة الاحتجاجية ضده سيكون سوزي غيلمان رئيس منتدى السياسة الإسرائيلية، فيما وقع 120 زعيماً يهودياً عريضة ضد زيارته للولايات المتحدة، وسيحضر عشرات الإسرائيليين من جميع أنحاء الولايات المتحدة للمشاركة في المظاهرات الاحتجاجية ضد الحكومة الإسرائيلية في واشنطن”.
وأكد أن “أكثر من 330 حاخاماً وزعيماً للجاليات اليهودية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بمن فيهم قادة أكبر مجتمعات المحافظين والإصلاح في واشنطن وشيكاغو ولوس أنجلوس، أعلنوا مقاطعة قادة حزب الصهيونية الدينية الذي يقوده سموتريتش، ولن يسمحوا لهم بزيارة مجتمعاتهم، أو التحدث في المعابد”. (عربي21)