“معايير” تطلبها المعارضة للتفاوض!

بعد ما يتم تداوله عن ضرورة التحاور بين الأطراف اللبنانية عامة والمسيحيين خاصة وبضرورة التوصل إلى أسماء توافقية تفسح بالمجال أمام تسوية تنقذ البلاد وتعيدها إلى السكة الصحيحة في ظل التغيرات الاقليمية المستجدة وضرورة عدم تفويت فرص تعطيل الإستحقاقات.

نتساءل عن موقف فريق المعارضة من المتغيرات كافة على الصعيد الداخلي والخارجي، في هذا السياق يتحدث المحلل السياسي الصحافي جورج العاقوري إلى “ليبانون ديبايت” موضحاً، “حدد الفريق السيادي الذي قام منذ اليوم الاول بواجباته بتقديم مرشح كامل الاوصاف وإنتظر خمسة أشهرٍ كي يتمم رئيس مجلس النواب نبيه بري الاستحقاق الرئاسي ويُنتخب الرئيس، لكن الفريق الآخر تصرف وكأنه في لعبة كباش، فريق جلس على الطاولة حاضراً والآخر ذهب يبحث عن منشطات، وعندما هيأ الأجواء لصاله عاد إلى المنازلة يفرض قواعده، خمسة أشهر وفريق الممانعة يتنصل من مسؤولياته، لايمكنه اليوم فرض مواعيد وفق مصالحه هذا غير مقبول”.

وتابع، “لا أحد من فريق المعارضة أكانت القوات اللبنانية أو الكتائب أو كامل الفريق السيادي حتى الاستاذ ميشال معوض نفسه يعتبر ترشيح هذا الشخص أو ذاك مُنزل وبالتالي، إذا وجد مرشح سيادي وإصلاحي ولديه كمية أصوات أكثر يتم التنحي له، المسألة ليست متعلقة بإسم أو بشخص”.

وتابع، “أما إذا قام الفريق السيادي بإنتظار المتغيرات الاقليمية والدولية لآجل إنتخاب رئيس يفقد حينها صفة السيادية. مثلاً بعد إغتيال الوزير محمد شطح كان هناك مناخ لتشكيل الحكومة وكان هناك جو عربي وسعودي ضاغط وقد دخل بعض الأفرقاء الى الحكومة أما القوات فلم تدخل رغم الضغوط التي حصلت”.

وأكد العاقوري، “ليست جميع الاطراف مرتبطة بالخارج هناك من لديه قراره الذاتي. أما باب التفاوض فهو مفتوح وفق معايير محددة”.

وأضاف، “لقد أصبح واضحاً لدى قوى المعارضة أن زمن ربط النزاع الذي مورس منذ العام 2005 حتى الآن مع حزب الله لم يجدِ نفعاً. وقد رأينا كيف كانت نهايته وخيمة لدى أكبر نموزج في ربط النزاع مع حزب الله.

وشدد العاقوري، على أن “الحوار الذي يحتاجه لبنان هو أن يكون لدينا الجرأة أن نضع النقاط على الحروف ونحدد ما نريد، وبالتالي فإن تكرار تجربة رئيس من محور الممانعة لن تجدي نفعاً لسبب بسيط هو أن على لبنان أن يبدأ بأول خطوة في خطة التعافي وهي السير بالإصلاحات التي تطالب بها دول العالم كافة، وابسط بند فيها هو ضبط الحدود والمعابرغيرالشرعية وفي هذه الحالة على الرئيس أن يكون رجل دولة يأخذ قراراته بنفسه ولاتؤخذ عنه سواء في السياسة الخارجية أو في سياسة الحرب والسلم”.

وتابع، “في السابق كان من الممكن إعطاء الفرص، أما اليوم فصعب جداً، إذ ليس لدينا هامش الوقت. فرصتنا متعلقة بمبدأ إيصال رئيس علماً أنه ليس هو الحل بل خطوة نحوه إنما لابد أن يكون لديه حد أدنى من المعايير، أن يكون رجل الدولة لأجل إستعادة الثقة”.

ورأى العاقوري، أن “المشكلة اليوم في لبنان ليست مسيحية مسيحية ولا مارونية مارونية كما صورها الرئيس بري, فمسؤولية الفراغ إنها وطنية والمعركة بين مشروعين”. بين خيارات وخيارات أخرى. بين خيار قيام دولة لبنانية وتبني مشروع الحياد الذي دعى إليه غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وخيار بقاء لبنان رهينة محور الممانعة وصندوق بريد. إسقاط الطابع الطائفي على الأزمة في لبنان اليوم هو إسقاط خاطىء”.

وأكّد أنّ أي إجتماع في بكركي، يجب أن يكون لديه أجندة واضحة وجدول أعمال واضح يصل إلى هدف حفاظاً على صورتها ومصداقيتها، وحتى لا نكون نسعى لتعويم من نُبذ وراح يبحث عن عذر يكسر فيه عزلته. لا بد أن نتعظ من التجارب السابقة التي مرّت في السنوات الاخيرة”.

وإذ أكّد أنه “بطبيعة لبنان أي متغير قد يخلط الاوراق، فحالياً لا أفق للحل طالما حزب الله متعنت ولا يعترف أنه ثمة إستحالة لإيصال سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية. بعدها يمكن التوصل إلى رئيس جمهورية يضع الإصبع على الجرح ويضع البلد على السكة بعد ان وصل البلد إلى حالة إنهيار ولم نعد نملك فيها ترف المراوغة وهدر الوقت”.

وعن حديث الرئيس ميقاتي عن مرشح ثالث يقول العاقوري، “نحن بحاجة الى مرشح رابع وخامس لا يهم، المهم أن تنطبق عليه المواصفات والمعايير المطلوبة لانقاذ البلد والطائفة المارونية غنية بأسمائها برجالاتها وليس لدينا مشكلة أسماء بقدرما لدنا أزمة جرأة على مقاربة الملف بشكل وطني ومسؤول”