لا يبدو أن تغييراً كبيراً سيشهده لبنان على صعيد التجاذبات بين الأطراف في المرحلة المقبلة على الرغم من التفاهم الإيراني السعودي الذي تم تحقيقه بين الطرفين برعاية صينية، فالقوى اللبنانية على مواقفها ولا توحي بأنها مستعدة للتنازل، وكذلك فإن الموقف السعودي لا يزال على تشدده من ناحية مواصفات الرئيس المقبل، وعلى أهمية تحقيق الإصلاحات.
في هذا الصدد أكد المحلل السياسي علي حمادة أن “أهمية الإتفاق الإيراني السعودي أن الأطراف الموقعة على الإتفاق هي أطراف ذات ثقل إقليمي كبير، إنما التأثير على الساحة اللبنانية ليس مباشراً”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” قال حمادة: “هناك جملة من الملفات الساخنة والشائكة بين طهران والرياض لها الأولوية عند الطرفين الآخرين، مثل اليمن والعراق، ومنها ملفات ذات طابع أمني إستراتيجي كالبرنامج النووي والمسيرات الإيرانية والصواريخ البالستية”.
وأضاف، “لبنان ليس على أولوية الملفات ولكنه موجود على الطاولة بين الجانبين”.
وتابع حمادة، “لم يتغير الموقف الإيراني في لبنان وكذلك لم يتغير الموقف السعودي، فليس في الأفق من تنازلات قد يقدمها الإيراني بمعنى إجراء مراجعة لسلاح حزب الله أو أن يخفف من قبضته على الساحة اللبنانية ولا تغيير في موقفه من الإستراتيجية الدفاعية”.
وأكمل، “في المقابل الموقف السعودي لم يتغير ولن يتغير تجاه الساحة اللبنانية ويستند إلى المذكرة العربية المؤلفة من 10 بنود التي قدمها وزير خارجية الكويت، وهذه البنود واضحة لناحية كيفية إعادة تفعيل وإحياء العلاقات ومن بينها بنود ذات طابع داخلي لبناني عبر الإصلاحات وبنود أخرى”.
وأردف حمادة، “هناك موقف سعودي أن المملكة وشركائها العربغير مستعدين للتعامل مع رئيس منبثق عن محور حزب الله في لبنان، وأي حكومة يكون رئيسها ملحق بالمحور الذي يقوده حزب الله لن يتم التعامل معه كما يحصل اليوم”.
وأشار إلى أن “النقطة الأخيرة، أي بيان وزاري يصدر عن أي حكومة جديدة وينص على اعتبار سلاح حزب الله بمنزلة سلاح الجيش والدولة فهذا يعني أنه لن يتم التعامل مع الحكومة بشكل عام”.
وزاد حمادة، “لا يوجد تغيير، ولن يسيروا بمرشح كما يريد الرئيس بري ولا يمكن أن يستمر حكم البلد كما الآن، لن يفتعلوا مشكلة ولكن يكفي أن يديروا ظهورهم ليبقى البلد بالأرض كما يحصل الآن”.
واستطرد قائلاً، “المملكة العربية السعودية أعلنت عن إنشاء شركة طيران جديدة وأنها ستشتري 121 طائرة بوينغ جديدة من الولايات المتحدة بمبلغ 35 مليار دولار تسلم من الآن حتى العام 2025، وهذا يعني أنهم يمكنهم رفع 10 بلاد بحجم لبنان”.
وختم حمادة بالقول، “الإستمرار بالتدخل بشؤونهم والإعتداء عليهم وإرسال الكابتاغون وتسليم الدولة للحزب سيجبرهم على القول عندها مبروك عليكم لبنان ودولاركم غداً مليون ليرة وليس 100 ألف”.