قطاعٌ يلفظ أنفاسه الأخيرة… ومخاطر كبيرة بانتظار اللبنانيين!

لم يسلم قطاع التمريض في لبنان من تداعيات الإنهيار الإقتصادي كسائر القطاعات, ففي ظل الإنهيار المستمر والإرتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار في السوق السوداء, فضّل الكثير منهم الهجرة ساعين لتحقيق أحلامهم ولحصولهم على أدنى حقوقهم. فما هي المخاطر التي سيواجهها اللبنانيون اليوم؟!

في هذا الإطار, أكّدت نقيبة الممرضات والممرضين في لبنان، ريما ساسين قازان أن “الهجرة غير المسبوقة التي يعاني منها قطاع التمريض تنعكس سلباً على القطاع الصحي في لبنان وتؤدي الى مخاطر كبيرة على حياة الناس والمجتمع”.


وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, كشفت أن “لبنان فقد 3500 ممرضة وممرض من أصحاب الكفاءات خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وهذا النقص قد يؤدي الى تداعيات سلبية على القطاع الصحي”.

ولخّصت ساسين التداعيات السلبية بالتالي: “إنخفاض مستوى العناية التمريضية وزيادة الأخطاء التمريضية بسبب ضغط العمل الناتج عن نقص في اليد العاملة مما يشكّل خطر على حياة المرضى, ازدياد معدل الوفيات المرتبطة بالالتهابات الى 7% وانخفاض حالات الانقاذ للمرضى, زيادة الفاتورة الاستشفائية نتيجة المضاعفات, زيادة الضغط على الممرضات والممرضين, وعدم رضى المرضى وأهلهم عن الخدمة والأداء التمريضي”.

وشدّدت على أن “النقابة فرضت مطالب المهنة على جميع المستويات وفي كل المناسبات وطالبت المستشفيات باتخاذ اجراءات جدية للحفاظ على الطاقم التمريضي”.

كما عرضت النقابة عدة مقترحات ومن بينها, “رفع رواتب الممرضات والممرضين بما يتناسب مع التضخم الحاصل على ان يدفع الراتب بالدولار الأميركي أو بالليرة اللبنانية ويكون موازيًا لـ 800$ حسب السعر المتداول وذلك من أجل الحدّ من هجرة العاملين، إذ أنه لا يجب إعتبار هذا الأمر عبء أو كلفة إضافية على المؤسسات الصّحية بل هو إستثمار في اليد العاملة التمريضية حيث أثبتت الدّراسات العالمية أن دعم التّمريض يؤدي الى خفض 20% من الكلفة الإستشفائية”.

وأضافت, “تأمين بيئة عمل آمنة وسليمة من خلال الحماية من العنف وضمان التأمين الصحي للممرضين وعائلاتهم وتأمين الدعم النفسي والمعنوي لهم، وخفض ساعات عملهم من أجل تخفيف الضّغط والإرهاق عنهم لان عددا لا يستهان به من الممرضين يعملون أكثر من دوام عمل واحد من أجل تغطية حاجاتهم اليومية”.

وتابعت, “زيادة عدد الممرضات والممرضين في المؤسسات الصّحية بالنسبة لعدد المرضى وفق المعايير العالمية لتأمين السلامة وتخصيص وقت اكبر للعناية بالمرضى وتوجيههم ومتابعتهم وتثقيفهم. الأمر الذي يحسّن مستوى العناية ورضى المرضى ويؤدي الى شفائهم بشكل سريع والى البقاء وقت أقل في المستشفى كما ويؤدي الى خفض نسبة المضاعفات والوفيات”.

وختمت ساسين بالقول، “يجب تأمين حوافز للممرّضين العاملين في الأقسام المغلقة وأقسام الطوارئ والعناية الفائقة وأعطاء مساعدات مدرسية وجامعية لأولاد الممرضات والممرضين، وزيادة بدل النقل بشكل يغطي الكلفة الفعلية لصفيحة البنزين”.