لا تلبّي دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي القوى المسيحية إلى رياضة روحية طموحات اللبنانيين للخروج من آتون الأزمات التي يتخبّطون بها, لا سيّما أن الأفرقاء يذهبون إلى رياضة روحية ليس للتوافق بل إلى رياضة مصارعة الديوك. فكيف يمكن البناء على حلحلة تأتي من حوار محكوم بالإعدام؟
وليس للمعطيات الخارجية أي دلالات توحي بأن الحل سيُترجم قريبًا على الساحة اللبنانية فما زال أمامنا شوطًا من المباحثات والإتصالات بين الأفرقاء الإقليميين قبل أن تتبلور الصورة نهائيًا.
في هذا السياق رأى الكاتب والمحلِّل السياسي طوني عيسى, أنه “حتى اليوم لا يبدو أن عملية إختيار رئيس جمهورية جديد نضجت على الرغم من كل الحراك داخلياً وخارجياً”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال عيسى: “لا يبدو أن القوة الإقليمية والدولية متوافقة على مخرج موحّد للأزمة في لبنان”.
وأضاف, “هناك خلافات بين القوى الداخلية ولها تأثيرها, إلا أن التأثير الأساسي هو أنه لا توجد رؤية موحدة بين القوى الخارجية أي السعوديين والأميركيين والفرنسيين وغيرهم تجاه الأزمة في لبنان”.
وتابع, “رغم كل المحاولات إلا أن الفراع الرئاسي مستمر والأزمة مستمرّة مع ما تعنيه من مزيد من الإنهيار والشلل والفوضى على مختلف المستويات في لبنان, لأن ساعة الحل أو التسوية لم تأتِ بعد”.
وعن دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي النواب المسيحيين إلى خلوة؟ أجاب: “المشكلة أن موقع القوة الروحية عند المسيحيين هو معنوي ولا تأثير له على المستوى السياسي, فالأمر ليس متعلّقًا ببكركي إنما متعلّق بكل قيادات القوى الروحية المسيحية, ولا يمكن لبكركي بما تملكه من رصيد على المستوى السياسي من فرض رؤية معيّنة أو حتى تحقيق رؤية موحدة للمسيحيين بأرائهم المتضاربة, وبالتالي لا أتوقع إطلاقا أن تؤدي إلى أي نتيجة”.
واعتبر عيسى, أن “الاتفاق الإيراني السعودي هو نتيجة تفكير عميق عند البلدين, ففي خضمّ هذه العواصف الهائجة والتي تجتاح الشرق الأوسط والعالم، عمل البلدان على تكوين الحد الأدنى من القدرة في مواجهة الإستحقاقات بالتوافق, واقتنصوا اللحظة المعيّنة من أجل التوافق بينهما, وهذه المصلحة سوف تترك إنعكاساتها على مختلف الأزمات في الشرق الأوسط”.