بعد الإنهيار الحاصل في العملة الوطنية وإنعدام الثقة بالإجراءات المصرفية القاسية بحق المودعين يتجه العديد من الموطنين لإستبدال العملة بالذهب ليصبح الملاذ الآمن للعديد منهم علماً أن أونصة الذهب تخطت عالمياً الـ 2000$ فما أسباب هذه الظاهرة ونتائجها؟
في هذا السياق يرى الخبير الإقتصادي الدكتور إيلي يشوعي أنه، “عندما تزداد المشاكل الإقتصادية في العالم ويزداد التضخم والبطالة، تنهار العملات وتزداد الحروب، فيكون الذهب الملجأ والملاذ لسبب بسيط أن البشر أعطوه قيمة. فلو أعطوها لحجر الصوان لكان سعره موازٍ لسعر الذهب فمن يعطي القيمة هم البشر”.
وتابع في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، “في الأساس كانت العملات كافة مرتبطة بالذهب فكان ركيزتها حتى العام 1971 حين فك الإرتبط بين الذهب والعملات في الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي “ريتشارد نيكسون” عندما أعلن أنه لم يعد في إستطاعة الولايات المتحدة إستبدال كل أونصة ذهب بـ 35$ إذ لم يعد لديهم مخزون كافٍ من الذهب”.
وأضاف يشوعي، “في إتفاقية بريتن وودز تم فصل الدولار عن الذهب، فالعملة تلعب دور المرآة العاكسة لحال الإقتصاد وتطور نتائجه الفصلية أو السنوية في المجالات كافة، كزيادة الإنتاج أو الصادرات وخفض البطالة والتضخم وخفض عجز الموازنة وغيرها”.
وأكمل، “هذه المقاييس تحكم سعر صرف العملة فبدل أن نربط العملة بسعر الذهب نربطها بقوة الإقتصاد، وبما أن إقتصادات العالم، ومن ضمنها لبنان، مترنحة وتعاني من التضخم والركود وتراجع قيمة العملات، هناك هلع لدى الشعوب يؤدي إلى الطلب على الذهب”.
وأوضح يشوعي، “الذهب له قيمة ذاتية وغير مرتبط بسعر أو بدولة فهو للعالم بأسره الملجأ والملاذ، فلا عجب بالتهافت إلى شرائه. وعندما نبدل المال بالذهب نخفض قيمة المال ونزيد قيمة الذهب مما يظهر عدم الثقة بعملتنا الوطنية”.