الحلبي: لبنان يطلب إنقاذ التربية

عاد وزير التربية والتعلم العالي عباس الحلبي إلى بيروت بعدما أنهى زيارة عمل مكثفة إلى مقر الإتحاد الأوروبي في بروكسل والمفوضية الأوروبية تمحورت حول خطة التعافي التربوي وتوفير مقومات التعليم في المدارس الرسمية.

والمحطة الأولى كانت مع مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية البلجيكية هوبير كورمان حيث تم عرض الوضع التربوي وتأثره بالوضع العام في البلاد وازمات الداخل والخارج وخطة الحل .

وعبّر الجانب البلجيكي عن الإستعداد لدعم لبنان في المجالات المذكورة، وتم التوافق على متابعة الملفات بين الجانبين.

ثم إجتمع الوزير الحلبي والوفد المرالفق مع رئيس لجنة التنمية في البرلمان الأوروبي توماس توبيه، وهذه اللجنة مسؤولة عن العلاقات وقضايا التنمية في دول الجوار الجنوبي للإتحاد الأوروبي وبينها لبنان، وتضع التوصيات المتعلقة بتمويل القطاع التربوي.

وطلب الوفد اللبناني المساعدة والدعم لتنفيذ خطة الوزارة.

وأكّد الحلبي للمجتمعين إلتزام لبنان بتوفير حق الوصول إلى التعليم لجميع الأولاد الموجودين على الأراضي اللبنانية.

وعرض الواقع التربوي ومسار الإصلاحات التي بدأها الوزير في الوزارة.

وأبدى الجانب الأوروبي الإستعداد لمتابعة الملف وتوفير الدعم اللازم.

وألقى الوزير الحلبي كلمته في الإجتماع البرلماني ركز فيها على عرض الوضع اللبناني من جوانبه كافة والتزام الوزارة بمسار الإصلاح الذي بدأه الوزير، ويتابعه مع الإدارة ترسيخا الشفافية والتطوير وتعزيز الحوكمة وزيادة الفعالية للنظام التربوي.

وأشار الوزير في كلمته إلى, “توفير التعليم للجميع من دون تمييز بين لبنانيين وغير لبنانيي من لاجئين ونازحين ومقيمين”.

وشدّد على, “حاجة لبنان الملحة إلى الدعم الدولي والأوروبي بصورة خاصة”.

ولفت الحلبي في كلمته إلى, “الحالة الطارئة التي تعانيها التربية في لبنان والحاجة إلى الدعم الملح للتعليم الرسمي، شارحا معاناة المدرسة الرسمية والحلول المطروحة”.

واعتبر أن “الإحتلالات المتكررة للبنان وخرق سيادته، وإنعكاس الأوضاع الإقليمية على أوضاعه الداخلية، أدى إلى ضعف مؤسساته، فلم يبق أمامه إلا التربية والتعليم ليتحدى بهما الزمن”.

وأكّد أن, “إعداد الأجيال الشابة بصورة جيدة هي الجواب والأمل بالنهوض والتطور”.

وأوضح, “أننا في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخنا لا يطلب لبنان الأسلحة بل يطلب إنقاذ التربية لأنها تشكل سلاحه”.

وذكر بأن, “لبنان قد إحترم دائما الحقوق التي نصت عليها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، وقد أكدنا دائما حق اللاجئين والنازحين الفلسطينيين والسوريين والأولاد من كل الجنسيات، بالوصول إلى التعليم وإننا في ظل الأوضاع التي تعيق التعليم في لبنان، نكرر حق اللبنانيين أنفسهم أيضا بالتعليم، خشية إنهيار النظام التربوي اللبناني”.

وأضاف, “لقد فرغت المدارس في لبنان من التلاميذ بسبب إضرابات المعلمين على مدى نحو سبعة أسابيع، مطالبين بتصحيح رواتبهم، وقد أقفلت العديد من المدارس أبوابها لعدم توافر مقومات التشغيل”.

وتابع, “ألقت نتائج هذه الأوضاع بثقلها على المجتمع اللبناني من الفقر والجهل والإغتصاب، والتعدي على حقوق الأطفال، والزواج المبكر وانتشار السلاح غير الشرعي وغيرها الكثير مما يهدد بإنفجار إجتماعي إذا لم يكن هناك تدخل لإنقاذ التربية”.

واستكمل, “إن أي بلد لن يتمكن من مواجهة التحديات الإجتماعية الإقتصادية والأزمات من دون أن يضع في مقدمة إهتماماته حاجات التلامذة وتأمين الإصلاح لنظامه التربوي الذي يضمن تكافؤ الفرص في التعليم”.

وأوضح الحلبي أنه, جاء إلى الإجتماع الموقر، معبد الديمقراطية التمثيلية، “لحضكم اكثر على إنقاذ التربية والتعليم الرسمي في لبنان، والحفاظ على الأمل الذي يمثله التعليم الرسمي في لبنان . ما يعني إنقاذ الأمل في بلد متنوع يعتنق التنوع والحرية المطلقة في المعتقد”.

وختم الوزير الحلبي, “لنتجنب الشعبوبة في الأفكار واللعب على المفردات، ولنعمل معا من أجل الخير العام الذي يمثله التعليم الرسمي، فالتربية هي السلاح الأقوى الذي نغير به العالم، ولبنان هو مهد الحرف والكلمة والحق، يحتاج إلى سلاح الكلمة والمعرفة”.

وطالب الوزير, “بتوفير العدالة في التمويل ما بين التعليم في دوام قبل الظهر ودوام بعد الظهر وقد وافق المفوض على تحقيق العدالة في هذا المجال”.

وأكّد المفوض للوزير الحلبي أن, “لبنان يعيش وضعا إقتصاديا وإجتماعيا متدهورا وكرر وقوف الإتحاد الأوروبي إلى جانب لبنان، ودعم الإصلاحات التي بدأت في هذا المجال ووعد بزيارة لبنان للتأكد من تنفيذ الوعود التي قطعها”.

وتم التطرق إلى الأوضاع السياسية السائدة وانعكاسها على الوضع التربوي.