(في رَحِيلِ الأَدِيبِ الصَّدِيقِ جُوزف مهَنَّا)
كَيفَ أَرثِيكَ، والمُصابُ شَجانِي، فَدَهَى طاقَتِي، وكَمَّ لِسانِي
وإِذا بِي، وأُمعِنُ الفِكرَ حَتَّى، بُثَّ غَمِّي، وحُرقَتِي، وحَنانِي
عاجِزٌ في تَدَفُّقِ الحُزنِ، أَبكِي، فارِسًا غابَ، والأَسَى أَضوانِي
ومِدادِي، في وَهْجِهِ، باتَ يَشكُو، ودُمُوعِي تَمُورُ في أَجفانِي
كَيفَ بِاللَّهِ قد رَحَلتَ، أَما ـــــــــــــــ بِالأَمسِ أَسمَعتَنِي رَفِيعَ البَيانِ؟!
قُلتَ لِي: في وَحدَتِي لَيسَ إِلَّا كَلِماتِي، ورِيشَتِي، وبَنانِي
أُشبِعُ الطِّرْسَ، لا يَكِلُّ يَراعِي، يَمتَطِي خاطِرِي، ويَملَا الثَّوانِي
يا صَدِيقِي، مُرٌّ رَحِيلُكَ عَنَّا، كُنتَ فِينا الرَّبِيعَ في نَيْسانِ
كُنتَ لِي خُلًّا وَفِيًّا، صَدُوقًا، وشَقِيقًا في حُبِّهِ مُتَفانِي
سَوفَ تَبقَى الآدابُ بَعدَكَ ثَكْلَى، وتُناجِي الرِّقاعُ عِلْيَ المَبانِي
وتَهِيمُ الحُرُوفُ تَبحَثُ عَمَّنْ يَرصُفُ البَدْعَ في شَفِيفِ المَعانِي
يا صَدِيقِي، ذِكراكَ في القَلبِ ذُخْرٌ، نابِضٌ لا يَهُونُ في النِّسيانِ
نَستَعِيدُ الماضِي، وأَنتَ سُداهُ، وسَناهُ، ولَهفَةٌ في الجَنانِ
فَاذهَبِ، اليَومَ، في سَلامٍ فَمَثواكَ ـــــــــــــــ نَعِيمٌ في حَضرَةِ الحَنَّانِ
وعلى شَوقِها المُبَرِّحِ عُمْرًا، «أُمُّ شارْلٍ» تَلقاكَ في الأَحضانِ!