رئيسَة التّحرير غادة الخَرسا

إلـــى روحِ أُختــــي غـــــــانِيا ~ ~ “الحُبُّ أقوىَ مٍنَ المَوْت ” …. د . غادة الخرسا

 

خَيْرُ الخِصـــــالِ الحـــبُّ و العِرْفــــــانُ

وإِذا نَــقُصْــــنَ يُكَمِّــــــلُ الإِيمـــــــانُ

يــــــا “غانِيا” هَذي طَريقُ خَلاصِنــــا

هَـــــذا نِظــــامُ الدِّينِ يــا “عِرْفـانُ”

 

رَبّي حَبـــــاكَ مَواهِبـــــــاً تَـــــوَجَهْتَهــــا

مَــــــعَ ” غانِيـــــا ” بِبَشائِرٍ وَنُذورٍ

يـــــــا تَوْأمَـــــــيْنِ تــــآلفَـــــا فَتَحَــــوَّلا

روحَاً تَفيـــــضُ ذَخائِـــراً مِــنْ نورٍ

 

كُلٌّ يُغَنــــِي لِلــحَبيـــبِ فَلا نَــــــــرى

إلاّ التَنــــاغُمَ و التَــــــلاحُمَ سَــــيِّدا

مــــا كُنْتُمَــــا يَوْمـــــاً بَعيـدَيْــــــــنِ ولا

إلاّ التّـوحُدُ في المَسـارِ إِلى الهُدى

 

وَإِذَا الْمَسِــــــــــــيرَةُ تَبْتَـــــــدِي بِتَـــــــــوَرُّمٍ

قَالُــوا الْخَبِيـــــثَ … وَ تَبْتَدِي الْآلَامُ

وَ تُجَـــــــــابِهَانِ مَـــــعًــا عَـــــــــــدُوًّا غَــــاشِمًا

لَكِــــــنَّهَا مَـــــا مَــــــاتَـــــتِ الأَحْلَامُ

 

يَــــــــوْمًــا أَسَــرْتْ لِي بِحَـــــــقِّ ” غَانْيَـــــا ”

عِرْفَــــانُ يَحْضُنُنِي كَمَا الْأُمُّ الْحَنُــــــونْ

وَيَصُــــــونُ عَائِلَةً … يَفِيــــــضُ بِحُبِّــــــــــهِ

وَكَأَنَّهُ الـــــرِمْـشُ الَّذِي يَحْمِي الْعُيُونْ

 

ريمَا … حَيَاةُ … طَلَالُ … ثَالُــــوثُ الرَّجَا

فِي بَالِهِ ، حَـتَّى وَلَـــــوْ بَاقٍ مَـــــــعِي

يَتَقَــــاسَـــــمُ الْآلَامَ طَـــوْعًا ، وَ النَّــــــدَى

يَـــنْهَلُّ مِـــنْ قَلْــــبٍ يُسَـــــابِقُ أَدْمُعِي

 

يـــَا نِـــــعْمَ أَبْنَــــــــاءَ تَرَبُــــوا فِي حِمَــــــى ،

الْحَامي مِـــــنْ الْأَخْطَـــــارِ وَ الْأَخْطَاءِ

حَــــــتَّى غَدَوْا مُتَمَــــــيِّزِينَ بِخُـــــلْـــــقِهِمْ

وَ بِــعِلْـــــمِهِمْ … وَ هُمُ الدَّوَاءُ لِدَائِي

 

إِنْ أنْسَى لَا أنْســــــاكَ يـــَــــا “غَسَّانُ”

لَـــوْعَاتُ قَــلْبِكَ طَـــــــهَّرَتْ آلَامِي

وَ ” جِهَادُ ” عَمَّتُـــكَ الْحَبِيبَةُ مَا نَسَــــتْ

دَمْعًـــا عَلَى الْخَدِّ النَّـــــدِيِّ الدَّامِي

 

كُلُّ جَـــــرِيحُ الْقَلْبِ مِنْ هَوْلِ الْمُصَابْ

خَطَــــبٌ جَلِيلٌ قَلْــــبَ أَهْلِينَا أصَابْ

هَـــــا آلْ خَرْسَـــا قَـــــدْ بَكَوْا وَ تَرْحَّموا

مَعَ آلِ يُونِسَ وَ الْمَعَارِفِ وَ الصِّحَابْ

 

أُخْـــتِي تَجْــــــلُّدُكِ الْكَبِــــــيرُ مُحــــــيِّرٌ

لَا شَـــكَّ ذَلِكَ نِعْمَـــــــةٌ مِــــــنْ رَبِّنَا!

فَالْإِبْتَسَــــــامَةُ لَـــــمْ تُفَـــــارِقْ وَجْهَكِ

الْبَسْـــــامَ حَــــتَّى فِي عَصِيَّــاتِ الضَّنَــا

 

يَا حَسْـــــبُهَا الْآلَامُ لَمّــــا أَسْـــــقَطــتْ

عَنْــــكِ الْقُشُـورَ فَصِرْتِ مِنْ وَهَجٍ وَنُورْ

وَجَـــــــعٌ يُـــطْهِّــــــرُ كُلَّ أَدْرَانِ الدُّنَى

حَتَّى غَدَوْتِ الْحُبَّ يُكْتَبُ فِي سُطُورْ

 

تَمْشَــينَ فِي الَارْضِ اختِيَـــــالًا خِلْتُــــهُ

يَغْــــــوَى مَـــلاكاً ، وَالسَّــــمَاءُ دُرُوبُ

أُخْـــتِي .  مِنَ الْآلَامِ يَنْبَثِقُ الـــــرِّضَــا

وَيَعْـــــلّمُ الإِنْسَـــــانَ أَيْـــــنَ يَــؤُوبُ

 

تِـــلْكَ الطِّوَالُ مِـــنَ السّـــِــنِينِ أُحْيِهَا

نَــمْضي …  نُصَـارِعُ فِي مَصِيرِ النَّاسِ

آهَاتُــــكَ الْحَـــرّى تُهَدْهِــــدُ صَمْتَنَــــــا

عَيْنَــــاكِ تَشْــــــرَحُ لِي مَــرَارَ الْكَاسِ

 

يَنْشَــــقُّ قَـــلْبِي ، إِنَّما أدْعـــــو الْهَنَـــا

يَنْسَـــــابُ مِنْــــهُ كَأَنَّنِي طِفْـــــلٌ أَنَا

 

علِّي أُخَفِّفُ مِنْ مَوَاجِـــعَ وَزَعّـــــتْ

وَجَعًــا سَئِمْـــــتُ بِهِ الدُّهُـــورَ بِلَا جَنا

 

هَلْ تَذْكُرِينَ سَـأَلْــــتُ فِي أمْسِــــــيَّةٍ

هَلْ عِشْتِ مطهَرَكِ اسْتِبَاقًا هَا هُنَا؟!

وَإِذَا جَوَابُـــــكِ  ..  إِنَّهـــــا أُمْنِيّـــــةٌ

يــــــَارَبُ حَقِّقْ مَــــا سَأَلتِ مِنَ الْمُنَى

 

مَـــــعَ بَــــدْءِ آذَانٍ لِعَصْرٍ عَاصِــــــفٍ

كَانَ الرَّحيــــلُ وَ ضَـــاعَ مِنَّا الْمُـــرْتَجَى

حَـتَّى ابْتِسَـامَتُكِ الشَّفِيفَـةُ وزّعَـــتْ

ألْــوَانَهَا فِي اللَّيْــــــلِ فَانْقَشَــــعَ الدُّجَى

 

مَاذَا رَأَيْتِ بِلَحْظَةِ الْمَوْتِ الرَّهِيـــبْ

حَتَّى مَلَامِحُكِ اسْـــتَعَادَتْ رَوْنّقا ؟!

هَلْ مِنْ مَلاكٍ هَلْ يَصْطَحِـبُ الَّتِي

عَاشَــــتْ مَلاكاً فَاسْـتَحَقَّتْـهُ الْبَقَا ؟!

 

ألْحُــــــــبُّ طَهَّــــرَ رُوحَهَا فَــــارْدَاهَا

فِي رِفْقَـــــــةِ الْأَبْرَارِ عِنْــــــدَ اللهِ

أوّاهُ يـــــَا أُخْتَاهْ . مِنْــــــــهُ شَفَــــاعَةٌ

لِنِهَـايَـــــــةٍ فِي أرْضِنَـــــا …  أَوّاهِ