في ظل التفامهات الإقليمية التي تحصل في المنطقة وأبرزها الإتفاق الإيراني السعودي المقبل على تطور في الأيام المقبلة بعد الإعلان عن دعوة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الرياض وردها إيرانياً بدعوة الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة طهران، بالإضافة إلى تطور العلاقات السعودية السورية، يظهر أن لبنان لم يتأثر كثيراً بهذه الأجواء الإيجابية.
في هذا السياق رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة أن “المشهد اللبناني يسير بعكس الريح، هناك حالة لملمة بالمنطقة ككل، ومصالحات مفتوحة بدأت تباشيرها مع الإتفاق الإيراني السعودي واستكملت بتعزيز العلاقات بين الإمارات وسوريا وهناك حديث بين الطرفين عن إقتراب عودة العلاقات الطبيعية بين السعودية وسوريا”.
وأضاف، “يجب أن نكون على الأقل متوافقين ونفكر بطريقة مشتركة في مقاربة المسائل الكبرى كالأزمات الإقتصادية والنقدية والتربوية والتعليمية والإستشفائية غير المسبوقة وأول الأولويات إنتخاب رئيس للجمهورية”. وتابع خواجة، “الرئيس بري في جلسة إنتخاب الرئيس الأولى قال لنتفاهم فلا يوجد أي فريق يمتلك الأغلبية، وللأسف أجهضت الدعوة وتحديداً من قبل الفريقين المسيحيين الأساسيين أي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية”. وأكمل، “الرئيس بري حاول لمرة ثانية فيما بعد ورفضوا، ثم انتقدوا عدم تسميتنا لمرشح وانتخابنا بالورقة البيضاء، فسمينا ولم تنتج التسمية رئيس جمهورية، وهذا يؤكد أنه لا يمكن لفريق أن يوصل رئيس لوحده، ولذلك يجب أن نجلس ونتفاهم”. وأردف خواجة، “التوتر يرتفع أكثر ورأينا المشهد البغيض حول الساعة، التي لم تكن بحاجة إلى ردة الفعل هذه التي حصلت والتي كان ممكن أن توصلنا إلى مزيد من التشنج وإضاعة الفرص ومزيد من الخصام وهذا غير مطلوب”. واستطرد قائلاً، “البوادر التي حولنا تظهر إشارات إيجابية كثيرة ويجب أن نتلقفها، وهذا يحصل عبر وحدة موقفنا وقدرتنا على تحقيق التفاهمات على كل القضايا التي تحتاج إلى حلول، وخصوصاً أنه لا يوجد بديل ولا يمكن الذهاب إلى الصدام الأهلي”. وختم خواجة بالقول، “من يعتقد أنه يمكن أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء إلى زمن الفتن فنقول له هذا الزمن ولّى ولن يعود، لتتم ملاقاة الرئيس بري للخروج من النفق ونوصل رئيس صنع في لبنان لا تحت التهديدات ولا تحت الترغيبات”. |