مع استمرار تلبّد الغيوم في سماء الحلول على المستوى الداخلي، يتسرب شعاع من شمس قد تشرق على خلفية التسويات الاقليمية قد تمكن من الوصول الى امور ايجابية على الصعيد الداخلي ولكن ما هي العوائق حتى الآن؟
يستند المحلل والكاتب الصحافي غسان ريفي في رأيه الى تجارب لبنان السابقة أنّه مهما اشتدّت فإن الحل سيأتي حتماً لا سيما ان البلد اليوم محكوم باستحقاقات، ولا يعتبر في حديث الى “ليبانون ديبايت” أنّ الأفق مسدود نهائياً فنحن اليوم لم نتخطى الـ5 اشهر من الفراغ بينما قبل انتخاب الرئيس ميشال عون بقينا سنتين ونصف.
ويستدرك هنا أن الوضع اليوم مختلف وهناك أمور تجري في المنطقة من المتوقع انعكاسها على لبنان، لكن البلد بحاجة الى تمتع الجميع بالمسؤولية الوطنية التي ضعفت الى حدود التلاشي.
ومن هذا المنطلق، يعتبر أنّ الواجب اليوم على مختلف القوى التوصل الى قواسم مشتركة، لأننا اليوم بحاجة ماسة لإعلان حالة الطوارئ لتبدأ بعدها عمليات الانقاذ.
واعتبر التسوية السعودية الايرانية بمثابة زلزال ايجابي نتج عنه هزات ارتداية رأيناها في التقارب المصري التركي والايراني البحريني والسوري الاماراتي وايضا التوافق بين سوريا والسعودية على فتح سفارات متبادلة، لكن المستغرب عدم ترجمتها فوراً على لبنان، ربما لأنه بات يصدر الازمات الى الخارج.
ويلفت في هذا الاطار الى الخلاف بين الدول في اللقاء الخماسي في باريس فيما توافقت على ملفات اخرى في المنطقة، وربما يعود ذلك لأننا لم نعد أولية بالنسبة الى هذه الدول.
ويتحدث عن ضرورة الاستفادة من تقارب الدول مع بعضها للسير بالاستحقاقات الرئيسية ، مستغرباً احساسنا الدائم بترف الوقت وكأن الدنيا بالف خير.
وماذا عن مؤتمر القاهرة؟ يعتبر انه مجرد كلام لن يترجم فعلياً، وان الحل يكمن في الداخل حيث يرفض كل فريق التنازل للآخر، ويشير الى حجم التخبط الذي يعبر عنه التناقض في المواقف.
وعن احتمال اندلاع حرب داخلية، يستبعد ذلك لأن القرار غير موجود ولو تُرك الأمر للّبنانيي لرأينا المتاريس في اليوم التالي لـ17 تشرين، لكن وجود الجيش وعدم وجود قرار اقليمي بالحرب كما رفض الطرف الاقوى الذي يملك السلاح الانزلاق الى حرب داخلية يحول دون وقوعها.
ويرى أنّ التسوية الإقليمية تساند حظوظ سليمان فرنجية بالوصول الى الرئاسة فهو برأيه المرشح الاوفر حظاً، وقد يكون الصمت السعودي ايجابي لحظوظه، والجميع يعلم أن المملكة لا تستحي بمواقفها ولو كانت لا تريد فرنجية لخرج سفيرها وليد البخاري وكتب 3 كلمات “لا نريد سليمان فرنجية”.
ويشدّد على أنّ التسوية على نار حامية وفرنجية هو المرشح الجدّي الوحيد حتى الآن أمّا بالنسبة الى معوض فإن الفريق الذي رشّحه لم يعد متمسكاً به.
ويتّهم المعارضة بتوليد الأزمات مثل الساعة وكلمة من هنا أو هناك نظراً لتخبّطها وعدم توافقها على رأي معين.
ويختم مؤكداً أنّه لن يكون لدينا رئيس حتى يقتنع كل من سمير جعجع وجبران باسيل باستحالة وصولهما وبأنّ عليهما البحث عن اسم آخر.