يُنذر احتدام حركة الإحتجاجات في الشارع أمس الأول باستمرار التشنّج والتوتّر على أكثر من صعيد مالي واجتماعي، بالتوازي مع احتقان سياسي سبق وأن نجحت القوى السياسية الفاعلة أخيراً في سحب فتيله المتفجِّر حزبياً وطائفياً، وفي مهلة زمنية قياسية، بما يشي، ووفق معلومات سياسية، بوجود خطوط حمراء للمشهد الداخلي، لن يكون من الممكن تجاوزها تحت أي عنوان أو مطلب أو تحرّك مهما كان مبرّراً، خصوصاً وأن تهديد السلم الأهلي مرفوض، ولا يندرج على أي روزنامة داخلية، على الأقل، وفق ما هو معلن في المواقف والبيانات الصادرة في الأسبوع الماضي.
لكن واقع الأزمة الإجتماعية ومسبّباتها، كما تكشف المعلومات السياسية، قد يكون عاملاً نحو بلورة دينامية سياسية، تنطلق من نواة التحرّك الأخيرالذي قام به رئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة، و”حزب الله” من جهة أخرى، ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، من أجل تطويق واستيعاب تردّدات أكثر من خطوة وقرار ذات طابعٍ إجرائي واقتصادي، وبادر البعض إلى إلباسه لباساً طائفياً.
على أن ما هو أخطر من الخطاب الطائفي والإنقسام الذي ظهر بقوة على مواقع التواصل الإجتماعي، هو واقع الشلل الذي بدأ يسيطر على خطّ الملف الرئاسي، في ضوء واقعٍ من الجمود “المشبوه”، بحسب المعلومات، وذلك بانتظار تطورات مرتقبة حدّدتها هذه المعلومات، بزيارة مساعد وزير الخارجية القطرية محمد الخليفي، إلى بيروت في الأيام المقبلة، والتي تتناول ملفات عدة من أجل إعادة تحريك مياه الإستحقاق الرئاسي الراكدة، ولكن من دون أن يلغي هذا التطوّر عامل الإستعصاء من المشهد الداخلي، وذلك بصرف النظر عن الخطورة الناجمة عن استمرار الشغور، وتالياً التعطيل، والذي قد يشكل مدخلاً، كما تؤكد المعلومات، لأي طرف خارجي متضرِّر من الإتفاق السعودي – الإيراني، للدخول على خطّ المساعي الناشطة من أجل تعزيز فرص التفاهم الداخلي بين القوى اللبنانية، والتي تتراجع حتى حول الملفات الأساسية، والتي تؤثر بشكلٍ مباشر على الحياة اليومية للمواطنين.
وفي موازاة هذا الواقع، تشير المعلومات، إلى أن الجمود الداخلي، يعني بشكلٍ أو بآخر، أن النقاش في التسوية الرئاسية قد بات في الخارج، وعلى طاولة سفراء الدول الخمس التي اجتمعت في باريس، خصوصاً وأن التباينات الداخلية قد منعت أي حوار بين القيادات السياسية والحزبية من أجل فتح كوّة في جدار الملف الرئاسي.
إلاّ أن المعلومات نفسها، لا تخفي أن الخارج لن يبادر إلى تسمية رئيس جمهورية لبنان العتيد، وقد تقاطعت كل العواصم المعنية بهذا العنوان، وهو على ضرورة حصول الحوار بين اللبنانيين والتوافق على سلّة حلول تشمل الإنتخابات الرئاسية والملف الحكومي، وتشدِّد في هذا الإطار، على أن كل ما يتمّ تداوله عن مؤتمر من أجل لبنان في أي عاصمة، لا يستند إلى أية معطيات جدّية، كون المداولات لا تزال في مرحلة النقاش، موضحةً أن المناخ الخارجي قد يساعد، ولكنه لن يكون بديلاً عن التوافق والحوار السياسي الداخ