لم تنفذ بعد المخارج من أجل حل أزمة الإستحقاق الرئاسي، حيث يترقب الجميع نتائج الإتفاقات الإقليمية وما يمكن أن تعكسه من إيجابية على الواقع اللبناني، لا سيما أن الحراك الأخير لمجموعة الخمس من فرنسا إلى قطر ينبئ بحلول قد تكون أقرب من المتوقع.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي طارق ترشيشي في حديث إلى “ليبانون ديبايت ” أن “زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى فرنسا تعبير واضح عن الإهتمام بلبنان خلافاً لكل الكلام والأحاديث عن أن لبنان ليس في صلب الإهتمام الدولي والسعودي ومجموعة الخمس تحديداً، لا بل يتصدر هذه الإهتمامات”.
ويستند في رأيه هذا على زيارة الوفد القطري وجولات سفراء هذه الدول المستمرة للأطراف اللبنانية كما زيارة الكثير من السياسيين اللبنانية إلى عواصم هذه الدول.
ويستشف من هذا الحراك إقتراب إنجاز الإستحقاق الرئاسي قبل مطلع حزيران، حيث تدل المؤشرات جميعها على ذلك، من الإتفاق السعودي الإيراني الذي يكون خطا خطواته الأولى باتجاه التبادل الدبلوماسي بين الدولتين والذي يسبقه اللقاء بين الطرفين في بكين غداً والذي يطلق إشارة الإنطلاق بتنفيذ بنود الإتفاق.
كما يشير إلى أنه من ضمن المؤشرات أن مجموعة الخمس باتت على يقين أن لبنان لا يتحمّل مزيداً من الإنهيار، والإهتمام به اليوم يوازي الإهتمام بالملف اليمني، فإذا كانت الأولوية اليوم لليمن فإن التالي هو لبنان حكما وطبعاً ستليه العراق وسوريا ضمن رباعية الأزمات التي يعالجها الإتفاق.
ولا يغفل ترشيشي من الإشارة إلى القمة العربية المزمع عقدها في الرياض في 19 أيار المقبل، والتي يمكن أن تحمل دلالات إضافية إذا كانت جامعة وشاركت فيها سوريا، فهذه القمة برأيه سيكون لها إنعكاسات إيجابية على الوضع اللبناني.
ومع هذا التوقع بقرب إنجاز الإستحقاق فمن هو الأوفر حظاً بين المرشحين للوصول الى سدة الرئاسة؟ يتناول ترشيشي هنا حيثيات المرحلة التي تتطلب مواصفات محددة لذلك لا يمكن الجزم، لكن حتى اليوم فإن فرنجية هو المتقدم على المرشحين وهو عاد من فرنسا مرتاحاً حيث سمع واستُمع إليه حول مجموعة من المسائل يتعلق بعضها بتركيبة السلطة والتعطيل والعلاقات مع الدول العربية والغربية، وطرح ما يمكنه فعله في هذه الملفات لا سيما في موضوع ترسيم الحدود والنازحين والعلاقة مع حزب الله وما يستتبعها من الذهاب الى استراتيجية دفاعية والأهم بأنه لن يكون منصة للهجوم على الدول الأخرى.
وعن علاقة إنجاز الإستحقاق الرئاسي مع شبح الفراغ في حاكمية مصرف لبنان؟ يلفت إلى أن هذا الموقع من المواقع الإدارية الأساسية التي يتم الإهتمام بها مع كل عهد رئاسي، وبالبطع يحتاج ملء هذا المركز وجود رئيس جمهورية وحكومة أصيلة، كما بقية المراكز التي شغرت أو التي هي على طريق الشغور. يحتاج ملء هذا المركز وجود رئيس جمهورية وحكومة أصيلة، كما بقية المراكز التي شغرت أو التي هي على طريق الشغور.