لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أنّ “المسؤولين ندروا أنفسهم للعمل السياسي وإذا لم يحققوا في ذواتهم قيامة القلب ويعبروا من حالة الخطيئة إلى النعمة لظلوا ممعنين في خراب الدولة وهدم مؤسساتها وهدر أموالها وإفقار شعبها”.
وفي رسالة عيد الفصح، قال: “عشنا الأربعاء الماضي مع النواب خلوة روحية عمها الفرح المشترك بنتيجة الاصغاء معا الى تأمل من الكتاب المقدس زرع في قلوب الجميع فرح عمل الله وفرح عمل منتظر من الانسان”.
وأضاف، “النواب أمام مسؤوليات عدّة أهمها انتخاب رئيس للجمهورية ينعم بالثقة الداخلية والخارجية وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات”.
وسأل الراعي: “إلى متى تبقى أرض لبنان مُباحة لكلّ حامل سلاح؟ وإلى متى يتحمّل لبنان وشعبه نتائج السياسات الخارجيّة التي تخنقه يوماً بعد يوم؟”.
وتابع، “ألا يشعر بالحياء هؤلاء المسؤولون تجاه العائلات الفقيرة والمهمشة فيما هم مأخوذون بمشاريع طنانة غير ضرورية تستوجب ملايين من الدولارات؟ ألا يشعرون بالحياء فيما الكنيسة تدق بخجل كبير ابواب المحسنين والمسؤولون غير معنيين تمام”.
وأشار الراعي إلى أنّ، “الفساد مُنتشر وأركان السلطة يتهافتون على تحقيق المكتسبات الشخصية والفئوية بالإضافة إلى تحاصص المغانم حتّى بلغ الإنهيار ذروته بالإستيلاء على جنى أعمار المواطنين فأيّ ثقةٍ تُريدوننا أن نعطي المسؤولين عندنا؟ وما القول عن مستحقات الوزارات تجاه المستشفيات ودور المسنين واليتامى وذوي الإحتياجات الخاصة. والمسؤولون في الدولة غير معنيين بهذا الإنسان المحتاج الذي من أجله مات المسيح”. “.
وتابع، “أي ثقة تريدوننا أن نعطي المسؤولين في الدولة عندنا، المعنيين بالمؤسسات التربوية والإستشفائية والإجتماعية، وهم يتنصلون من مسؤولياتهم بتأمين مستحقات الدولة سنوات وسنوات للمدارس المجانية التابعة للكنيسة وهي 87 مدرسة، تضم 28،676 تلميذا، و1651 معلما، و453 موظفا”.
وتوجّه الراعي إلى المسؤولين بالقول: “أقمتم في الوزارات بواجباتكم التي تبرر سبب وجودكم في الحكم، أم لا، فإن الكنيسة ستتمسك أكثر فأكثر بواجبها الضميري في خدمة هؤلاء الذين سماهم الرب يسوع “إخوته الصغار”، من أجل تأمين حقوقهم وحماية كرامتهم. والحيف عليكم”.
واستكمل، “مُشكلة الحالة العشائريّة التي تحكم الزعامات المتوارثة تستوجب تغيير الذهنيات وتحرير المواطن من جميع الولاءات إلا الولاء للوطن فيتساوى عندها المواطنون جميعهم أمام القانون”.
ورأى الراعي أنّ، “الأسرة الدولية تحمي اللاجئين السوريين على حساب لبنان لأسباب سياسيّة خفيّة ومن الواجب العمل من قبل النواب والمسؤولين معها على إرجاعهم إلى وطنهم ومساعدتهم هناك”.
وختم هذه الرسالة الفصحية مجدّدًا “التزامنا بالرجاء في تغيير وجه هذا العالم، لأننا أبناء وبنات القيامة. ولتكن رسالتنا تجاه شعبنا تثبيته في هذا الرجاء المسيحي، فالمسيح قام ليجعل كل شيء جديدا. أجل، المسيح قام! حقا قام”.