رئيسَة التّحرير غادة الخَرسا

الحُبُّ أَفْنَى فَنَائِي .. د. غادة الخرسا

 

السِرُّ والنَّــــجوى هُمَا الحُـــــبُّ الحَياةْ

وَهُــــــوَ البِـــــــدايَةُ وَالنِّــــــهايَةُ لِلْعُهودْ

قَلْـــــبِي تَحَــــرَّكَ هَائِــــــــــماً مُتَلــــهِّفاً

مِنْ وَحْــي أَقْداسٍ إِلى كَشْفِ الوُجودْ

 

وَغَمَسّـــتُ فِي نَبْضاتِ قَلْبي ريْشَــتِي

وَكَتَبْــــــتُ مَا أَحْيَاهُ مِــــنْ بَعْدِ اخْتِبَارْ

وَتَشَفُّعي فِي قَوْلِ بُولُسَ : “لا تَــرى

رَبّــــــاً وَتُحْـــدِبُّهُ ، وَمَـا أَحْبَبْتُ جَارْ”؟

 

يَبْقَــى إِلَـــهُ الكَـــــــوْنِ مَصْدَرَ حُبِّنَا

وَهُـــــوَ المُحَرِّكُها المَشــــاعِرَ فِي الصُّدورْ

يَخْتــــــــــارُنا صَيْرورَةً وَتَــــــــوَحُّداً

نَغْــــدو حَبِيبَيْنِ ارْتَقَى فِينــــا الشُّعورْ

 

تَتَشــــــــارَكُ الرُّوحانِ بَثَّ لـــــــواعِجٍ

والإِنْطِــلاقُ يَكونُ في الوُسْعِ الرَّحيبْ

فَــــــوْقَ الفَنَاءِ وَبَعْـــــدَ كُلِّ تَـــــــوَهُّجٍ

وَيَـصيرُ فَـرْدَوْسَ النَّعيمِ جَنَىً وَطيبْ

 

أَلحُـــــبُّ أَفْنَى بي فَنائِيَ فِــــــي الدُّنـــا

فَــــارْتَدَّ ضَعْفِـــيَ قُوّةً …  جَهْلِيَّ عُلومْ

مَاعَادَ عِنْدي فِــــي التَمَلُّكِ رَغْبَـــــــةٌ

مَـنْ يَشْتَهيها الأَرْضَ لَوْ طَالَ النُّجومْ

 

شُكراً إِلّهــــي اخْتَرْتَ لي أَنْتَ الرَّفيـقْ

رُوحي بِهِ ارْتاحَتْ وَصِرْتُ كَما تَقولْ:

“لَسْتُمْ مِنَ العَالَمِ ، لَـــــــوْ عِشْتُم بِهِ”

فَالـــرّوحْ بَعْــــــدَ البُـعْدِ رَحْلَتُها تَطولْ

 

فَفَهِمْتُ لِـمْ أَصْبَحْتُ رَهْــــــنَ تَغَرُّبٍ

وَكَأَنّنِــــي تِيـــــــــهٌ بِـــصَحْراءِ الضَّيـــاعْ

لاْ مُؤْنِسٌ لا مَــــــنْ يُــواسِي وِحْدَتــــي

أَحْيـــــا مُشَـــــرَّدةً كَــــــأنَّ الوُدَّ ضَاعْ

 

وَاليَــــــــوْمَ يَكْفينِي وُجـــــــودُكَ جَانِبي

أَكْرَمَتْنــــــي وَ وثِقْـــــــتَ بِي وَنَصَرْتَني

قَــــــــدْ صِرْتُ أَنْعَمُ فِي هَدايــــاكَ التِي

بِكَمــــالِـــــــــها مَـــــلْكَ السَّمـــا صَيَّرْتَّني

 

بِالحُــــــــبِّ إِيمـانِي يَـــعودُ إِلى زَمَــــنْ

ظَهَـــرَ المَسيحُ عَليَّ مِـــــنْ عَلْيــــــــائِهِ

لِدَقـــــــــائِقٍ غَمَــــرَتْ مِيــــــاهُ نَعيمِهِ

كُلّـــي فَحَوّلَنـــي بِمـــــلءِ ضِيــــــــــائِهِ

 

رُوحــــاً مُتَيَّمَةً بِــــــــــهِ رَأَتْ الدُّنــى

مَـــعَ كُلِّ مَــــــــا فيها هَبَــــــــاءً فِي هَبَاءْ

أَيْقَنْتُ أَنَّ المَوْتَ أَهْوَنُ مِنْ ضَياعِ

مَــحَبَّةٍ مَسَــــحَتْ وُجــــــودي بِالبَقاءْ