لا تطورات لافتة على صعيد الملف الرئاسي المجمّد حالياً على الرغم من الحركة الملحوظة التي ظهرت في فترة ما قبل عيد الفصح، وكان أبرزها زيارة الموفد القطري إلى لبنان حيث التقى عدداً من المسؤولين اللبنانيين، ليتم تأجيل البحث بهذا الموضوع إلى ما بعد عيد الفطر المبارك.
في هذا الإطار أشار الصحافي إبراهيم ريحان إلى أن “الزيارة الأخيرة للوزير محمد الخليفي كانت إستطلاعية ومن غير المعروف إذا كانت زيارته المقبلة بعد فترة الأعياد ستحمل مبادرة أو لا، ولكن بطبيعة الحال إذا ذهب وعاد فهذا يعني أن هناك خطوة سيقوم بها”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” قال ريحان: “القطريين يروجون بلا شك لقائد الجيش، ولكن هذا لا يعني أن السعودية تريده، الحراك القطري غير منفصل عن السعودية ولكن الرياض لا تدخل بالأسماء ومرشحها المفضل ليس قائد الجيش”.
وأضاف، “الإستحقاق الرئاسي لا يزال ينتظر الأجواء الإقليمية وبانتظار الإنتهاء من ملف اليمن”.
وتابع ريحان، “بالنسبة للملف السوري هناك أكثر من لاعب، كأميركا وإسرائيل وروسيا، لا يمكن للسعوديين والإيرانيين حله بشكل كامل، بل يمكنهما حل الجزء المتعلق بهم”.
وأكمل، “ولذلك فإن الملف اللبناني أسهل من الملف السوري المعقد، وأي إنفراجة بالعلاقة السعودية الإيرانية بالملف اليمني سينعكس إيجاباً على المناخ اللبناني، ولكن هذا لا يعني أن سليمان فرنجية سيكون رئيساً وكذلك لا يعني أنه لن يكون رئيس، وهذا الأمر يعنى بالتسوية الخارجية”.
وعن موقف وليد جنبلاط الرافض لفرنجية رأى ريحان أن “زعيم الإشتراكي لم يقفل الباب نهائياً على فرنجية، وإذا كان هناك توافق داخلي وإقليمي عليه سيسير به، وحتى الآن لا يوجد أي إسم جدي مطروح غير إسم فرنجية”.
وعن الأسماء المطروحة أكد أنه “لا يوجد أي أحد أسهمه محترقة بالملف الرئاسي، ولكن لحزب الله فيتو على جهاد أزعور بحكم أنه الطرف السياسي الأقوى، ولو كانت كل الكتل موافقة عليه فلن يتم السير به بسبب رفض الحزب”.
حزب الله يرى إذا كان رئيس الحكومة يمثل ما يعرف بقوى 14 آذار سابقاً فلن يقبل أن يكون رئيس الجمهورية من نفس الطرف.
وحول تسوية فرنجية – نواف سلام، جزم بأن “هكذا تسوية لا يمكن أن تصل إلى نتيجة، لأن الحزب لا يقبل بنواف سلام، وكذلك السعودية، فنواف سلام ليس مرشح الرياض، والسعوديون يفضلون تمام سلام وحتى فؤاد مخزومي يتقدم على نواف سلام ولكنهم لن يدخلوا بلعبة الأسماء”.
وأوضح، “بالنسبة لموضوع النازحين السوريين جرى الحديث بهذا الملف خلال إجتماع وزيري الخارجية السوري والسعودي فيصل المقداد والأمير فيصل بن فرحان، وصحيح أننا لسنا بحاجة إلى فرنجية بهذا الموضوع ولكن من الذي سيتولى المحادثات مع النظام السوري بحال قيل لنا أن الملف يحل عبرنا؟”.
وأشار ريحان إلى أن “النظرية التي تقول بأن وجود فرنجية في بعبدا يعيد النازحين غير واقعية، وإلا لتمكن ميشال عون الذي كان يسعى للقاء بشار الأسد في سنواته الستة الرئاسية من إعادتهم إلى سوريا”.
واستطرد قائلاً، “بالنسبة للإستراتيجية الدفاعية فإن أي رئيس يصل ضمن توافق ما يمكنه تنفيذها، هذا لا يعني أن ترشيح فرنجية ساقط، بل على العكس إسمه مطروح بشكل جدي وما يساعده أن لا فيتو علني عليه لا من السعودية والدول العربية ولا من أميركا أو من فرنسا”.
وختم ريحان بالقول، “قد يكون البعض لا يفضل فرنجية، ولكن هذا يختلف عن الفيتو، ومن الممكن تقديم شيء بالمقابل لتفضيله، الإستحقاق الرئاسي مؤجل إلى ما بعد عيد الفطر المبارك حيث ستتظهر نتائج الحوار الإقليمي”