13 نيسان… بذور الفتنة لا تزال موجودة!

13 نيسان بين الأمس واليوم ماذا تغير؟ 48 سنة مرت والذكرى الأليمة والحرب المدمرة التي ذهب ضحيتها آلاف اللبناننيين لا زالت في الأذهان، حرب أودت بوطن الإزدهار والبحبوحة إلى المجهول. وبعد تسوية الطائف توجس اللبنانيون خيراً وفرجاً لم يدم إلا لبضع سنوات وها نحن اليوم أمام مصير لا يقل سوءاً عن حرب الـ75.

في هذا السياق يقول القائد الأسبق للقوات اللبنانية الدكتور فؤاد أبو ناضر، “هناك متغيرات كثيرة بين 13 نيسان الأمس و13 نيسان اليوم، فأجواء اليوم لا تشبه تلك التي كنا نعيشها في العام 1975”.

وأوضح في حديث لـ “ليبانون ديبايت”، أن الأجواء الدولية إختلفت لم يعد الإتحاد السوفياتي في مواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية مع الشحن الذي كان موجوداً على الأرض، والمعادلة الداخلية الإقليمية والدولية متغيرة وتبادل المصالح الداخلية والخارجية غير موجود لحصول حرب جديدة كما الـ 75، كذلك لم يعد الوجود الفلسطيني بنفس القوة التي كان عليها في تلك الحقبة أي في زمن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، والأمر يقتصر على بعض الفلول المسلحة داخل المخيمات”.

وتابع، “لم تعد منظمة التحرير تقيم دولة داخل الدولة، ولم يعد في إستطاعتها تجيش باقي “الميليشيات” اللبنانية كالشيوعيين والإسلاميين وغيرهم، فاليوم يحصل العكس والمنظمات الفلسطينية هي من يتبع الأحزاب اللبنانية كحزب الله مثلاً”.

وأضاف أبو ناضر،”حرب لبنان لم تكن حرباً أهلية لأنها كانت ضد أجانب وغرباء سواء كانوا فلسطينيين سوريين أم إسرائيليين، لذلك لم تكن أهلية بل كانت حروب لبنان. وسبب الحرب اليوم معدوم في ظل غياب صراع أميركي سوفياتي أو محاولة فلسطينية لإيجاد وطن بديل أو سعي سوري لجعل لبنان محافظة سورية والأطراف اللبنانية غير مسلحة فقط حزب الله هو المسلح وبعض المنظمات الإسلامية”.

في المقابل عاد وأشار إلى تشابه ما بين 13 نيسان 1975 و13 نيسان 2023 هو” أننا كلبنانيون لم نتمكن حتى اليوم من حل المشكلة التي أدت لحرب الـ 75 التي تتلخص بالصراع على السلطة بين الطوائف”.

وأكد، أن “الحل يكون بالإتفاق على تغيير النظام السياسي حيث يتوقّف اللبنانيون عن الخوف من بعضهم البعض فيحجموا عن الإستقواء بالخارج، لقد حان الوقت الذي يجب علينا فيه إنهاء الصراع على السلطة، وتغييرالتركيبة السياسية التي يجب أن تكون مبنية على بنود ثلاث أساسية: أولاً، حياد لبنان، وثانياً اللامركزية الإنمائية والإدارية والمالية الموسعة وهي نظام مناطقي بين اللامركزية والفدرالية على غرار النظام الموجود في إيطاليا أوإسبانيا، وثالثاً توحيد قانون الأحوال الشخصية الذي يفصل الدين عن الدولة”.

وأكمل “برأيي هناك أمر أكيد تغير وعبرة تبلورت، فاللبنانيون عامة والمقاتلون خاضة لا يريدون تتكرار الحرب، ومن المهم أن يفكروا بهذه الطريقة، ولكن طالما لم تحل المشكلة اللبنانية بالعمق ستبقى بذور الحرب اللبنانية موجودة”.

وختم أبو ناضر، بتوجيه تحية إلى أرواح الشهداء وتضحياتهم وإلى أهاليهم وإلى جرحانا ومعاقينا ولكل من لايزال حتى اليوم يحمل آثار الحرب على جسده فلو لم يستشهدوا او تسيل دمائهم لكان لبنان اليوم وطناً بديلاً لفلسطين أو محافظة سورية”