فاض النور المقدّس من قبر السيد يسوع المسيح من كنيسة القيامة في القدس, باحتفال حاشد حضره آلاف المؤمنين من فلسطين ومن دول عربية وأجنبية.
وتصل شعلة النور التي تفيض من القبر المقدس في المدينة المقدسة القدس، إلى مطار بيروت الدولي، ومنه إلى كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، ويكون في استقبالها متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده. يذكر ان النار المقدسة، معجزة تحدث كل عام في كنيسة القيامة بالقدس يوم سبت النور أو السبت المقدس، وهو اليوم الذي يسبق عيد الفصح.
وفي تفاصيل مسار الأعجوبة, صباح سبت النور يبدأ التحضير للحدث العظيم. فيُفَتَّش القبر المقدّس بدقّة للتأكد من عدم وجود أي مادة أو أداة يمكن أن تُحدث في المكان ناراً. بعد ذلك يُختم القبر المقدّس بالشمع والعسل، وتعمد كلٌّ من الجهات المشترِكة في المسؤولية عن القبر المقدّس، إلى طبع ختمها الخاص على مزيج الشمع والعسل. ومن ثمّ يبدأ تفتيش المكان عند الساعة العاشرة صباحاً، لتنتهي التحضيرات في الساعة الحادية عشرة، فينطلق الإحتفال الخاص بفيض النور المقدّس الساعة الثانية عشرة ظهراً. وبحسب التقليد المتّبع، يدخل بطريرك الروم الأورثوذكس في تطواف يضمّ المتقدّمين في الكهنة والكهنة والشمامسة إضافة إلى كاثوليكوس الأرمن فيما تُقرع الأجراس حزناً. قبل أن يدخل البطريرك، يحمل قندلفت كنيسة القيامة، إناء الزيت الذي يبقى مشتعلاً كل أيام السنة إلاّ في ذلك اليوم ليستضيء، ذاتياً، من النور المقدّس. يدخل البطريرك من الباب الداخلي لكنيسة القدّيس يعقوب الرسول إلى كنيسة القيامة ويجلس على العرش البطريركي. بعدها يأتي، تباعاً، ممثِّلو الأرمن والعرب والأقباط وسواهم ويقبِّلون يمين البطريرك ليكون لهم، بحسب التقليد، أن يتلقّوا النور المقدّس من يده. بعد ذلك، مباشرة، يبدأ التطواف، فيكون على ثلاث دفعات حول القبر المقدّس. ثمّ يقف البطريرك أمام القبر المقدّس، وبعد التطواف يُنزع الختم ويَنزع البطريرك ملابسه الأسقفية إلاّ قميصه الأبيض (الإستيخارة). يتقدّم منه كلٌّ من حاكم القدس ومدير الشرطة ويفتِّشانه أمام عيون الجميع للتأكّد من أنّه لا يحمل شيئاً يشعل النار به داخل القبر المقدّس. بعد إطفاء كل الأنوار في كنيسة القيامة، يدخل البطريرك حاملاً رزمة من ثلاث وثلاثين شمعة غير مضاءة إلى داخل القبر المقدّس. يركع البطريرك ويصلّي وهو يتلو الطلبات الخاصة، وفجأة، تتدفق شُهُبٌ زرقاء وبيضاء من النور المقدّس، لتُشعل كل أواني الزيت المطفأة، عجائبياً. كذلك في القبر المقدّس عينه، تشتعل الشموع التي حملها البطريرك وهو يصلّي تلقائياً. في تلك اللحظات تتصاعد هتافات المؤمنين وتنفجر دموع الفرح والإيمان من عيون الناس. في الدقائق الأولى، بعد خروج البطريرك من القبر المقدّس ونقله النور المقدّس للشعب، بإمكان أيٍّ كان أن يمسّ نور ونار الشموع الثلاث والثلاثين ولا يحترق. ثمّ بعد ثلاث وثلاثين دقيقة يصير اللهب عادياً. كثيرون، في تلك الأثناء، يعمدون إلى تمرير أيديهم في النار ومسح وجوههم بها. |