بعد الحركة الدبلوماسية اللافتة على أثر الاتفاق الايراني السعودي والذي استبشر على أثرها اللبنانيون خيراً عاد المشهد الرئاسي الى الجمود وبات الوضع يراوح مكانه في انتظار تسوية ما علّها تأتي من الخارج بعد انسداد الافق الداخلي.
في هذا السياق رأى المحلل السياسي جورج علم, أنه “على المستوى المحلّي الأفق مسدود, ليس هناك من مبادرة محلية لانتخاب رئيس, وبالتالي التعطيل مستمر بوجوه كثيرة, والإتجاه نحو الخارج”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال علم: “هناك تحرّكات خارجية عديدة, أولها تحرّك المسؤول الفرنسي في الإيليزيه لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل, وثانيها التحرّك القطري الذي قام به وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد عبد العزيز الخليفي منذ فترة قصيرة”.
وأضاف, “قطر هي عضو في اللقاء الخماسي بالإضافة إلى فرنسا, لكن هذا لا يعني أن شيئاً وضع على النار خصوصاً وأن الحراك حتى الآن ينتظر إنتهاء عطلة عيد الفطر ليبنى على الشيء مقتاضاه”.
واعتبر ان لبنان يتّجه نحو أمرين, “إما ان يتفق الخماسي بالتفاهم مع إيران خصوصاً، بعد الانفتاح بين السعودي وإيران، على مخرج معيّن, وهذا يمكن أن يكون قبل القمة العربية في 19 أيار, أو أن الأمور سوف تؤجّل إلى ما بعد القمة وهذا إحتمال وارد أيضاً, لذلك طالما ليس هناك من مبادرة داخلية جدّية, فالترقب هو ما سينتجه الخارج من خلال الحراك القائم حاليا”.
وأشار إلى أن “الحرب في السودان أثّرت على ملف الإستحقاق الرئاسي, فالاهتمام العربي والدولي اليوم هو الحرب في السودان وإنعكاساتها وهذا أمر مهم جداً, وبالتالي الرأي العام المهتم في لبنان يتجّه إلى معالجة الوضع المستجد في السودان, وهذا يؤخّر إلى حد ما الاهتمام الدولي بنا إلى حد ما”.
وشدّد على أن “هناك حركة ناشطة لا مثيل لها, ولكن هناك ملفات تتقدّم على الملف اللبناني, فما يحدث في اليمن أمر مهم جداً, من تبادل أسرى ومعالجة للأزمة اليمنية, إضافة إلى ما يجري في سوريا ومحاولة إعادتها إلى الجامعة العربية وخصوصاً بعد الاجتماع الذي حصل في جدة قبل يومين والذي شاركت فيه مصر والأرن والعراق إلى جانب دول مجلس التعاون, فهذا الحراك إيجابي”.
وختم علم, بالقول: “الملف اللبناني غير مهمل, فالاجتماع الذي حصل في بارس مهم جداً, كذلك زياردة الوزير القطري ولكن هناك ملفات تتقدّم, والسؤال هل سيكون للملف اللبناني بعد عيد الفطر إهتمام أكبر بشكل أشد وهادف ومستند إلى مبادرة معينة فكل الاحتمالات واردة وان كانت المؤشرات ضعيفة حتى الآن”.