الوضع الأمني ليس على ما يرام… “ناقص البوسطة تمشي”!

لا يُمكن الركون في السياسية إلى معطى مُحدّد، وتبقى الأمور منوطة بالتطورات التي تحملها الرياح الخارجية لا سيّما على مستوى الإستحقاقات الكبيرة مثل إنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، فكيف يُمكن إختصار المشهد اليوم؟.

يصف الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد لـ “ليبانون ديبايت”، المشهد السياسي بأنه “لا يزال ضبابي”، وإذ يعترف أنّ “الأمور الأمور ذاهبة بإتجاه تسوية إقليمية من بعد إعلان الإتفاق ما بين السعودية وإيران لكن هذا الاتفاق له تفاصيل، وإنعكاسها على الوضع اللبناني ليست واضحة برأيه حتى الآن، لهذا السبب ليس هناك شيء نهائي قبل أن يصبح هذا الإتفاق واضحًا”.

ويلفت إلى أن “المشاورات لا زالت قائمة لأنه هناك مشوارات فيما بينهم، وبالتأكيد هناك إجتماعات جانبية تحصل وإجتماعات سرية وإجتماعات على المستوى الأمني، وهناك مشاورات بين الفريق الخماسي للوصول إلى مكان، لكن يعتقد “ليس هناك حلول نهائية حتى الساعة”.

ولاحظ على “المستوى اليمني وكأنه كان هناك إتفاق مسبق على مستوى المساجين وغيره، لكن ليس هناك أمور تتعلق بالإستحقاقات الأخرى لازالت غير نهائية وقبل أن تكون نهائية لا يمكننا أن نعلم لبنان بأي إتجاه ذاهب”.

وإذ ينبه أنه “سبق ان أعطوا مهلة شهرين للتبادل الدبلوماسي لكنهم وبدأوا فورا بالاتصالات من أجل تسيير أمور المراكز أو السفارة أو القنصلية لان هذا اتفاق جدي وماشي”.

ولا يخفي أنّ “البعض راهن على فشل هذا الاتفاق لكن يبدو أن الأمور قائمة بشكل جدي وتنفذ على مراحل، وهذه المرحلة التي تتمثل بتبادل السفراء والقنصليات قائمة وهي بحاجة لقليل من الوقت لتنجز وفي ذات الوقت هناك أمور أخرى ستتحرك، ما أراه حتى الآن فإن الموضوع اليمني متحرك بشكل إيجابي وجزء منه بموضوع تبادل الأسرى هذا ما يدل على أن هذا الإتفاق ليس مزحة بل على العكس هو جدي.، أما الاأمور الأخرى بالتأكيد لا زالت مدار بحث وتفاوض ولم تظهر حتى الآن وطالما لم تتبين بشكل فعلي برأيي نحن في لبنان بحالة إنتظار من هذا المعنى ليس هناك موقف لا إيجابي ولا سلبي من أي مرشح”.

وعن ترويج سحب الفرنسيين لترشسح فرنجية؟ يشكك بهذا الكلام، ويرى أنه “القرار ليس نهائياً لا عند الفرنسيين ولا عند السعوديين بشأن المرحلة التنفيذية بلبنان، لا على المستوى الرئاسي ولا على مستوى الحكومة، فقبل أن يتفقوا في الخارج جديا ليس هناك من شيء نهائي لا حول الرئيس ولا حول الحكومة ولا حول أي تسوية أومساومة ستحصل بلبنان ، وكل ما نسمعه عن الفرنسيين والسعوديين هي تسريبات لأطراف لبنانية فكل طرف يسرب رغباته، فمن هو مع فرنجية يقول القضية حسمت ومشي الحال، ومن ضده يقول لم يعد لديه حظوظ وإنتهت ولكن ليس هناك أي شيء نهائي”.

أما عن أمد الشغور، فيقول: “كل الاحتمالات واردة، لا أرى إمكانية إجراء إنتخابات رئاسية بالمدى القريب، فالأولويات عند الفريق الخماسي أبعد من لبنان، اليوم هناك الجامعة العربية والكثير من الإستحقاقات لها أولوية من هنا يبدو أن الشغور مستمر بإنتظار أن يحصل إتفاق جدي حول المرحلة المقبلة”.

لكن كان يحكى أن التسوية قبل حزيران أوتموز؟ يعلق كما “حكي انها قبل رأس السنة وايضاً قبل أذار، لكن برأيي كل هذه وعود تبصير وتنجيم وليست حقيقية ولا مستندة إلى حقائق ووقائع جدية هناك مرحلة جديدة دخلنا بها في المنطقة نتيجة الاتفاق السعودي الايراني وبالتأكيد هي بحاجة إلى القليل من الوقت لتعطي ثقة وبحث جدي وعميق بكافة النقاط وبخاصة أن هذا إتفاق متعدد ومتنوع وليس بيسطاً، عندها ممكن أن يحصل مقايضات وتنازلات من هنا هذا موضوع مشبك ومتداخل لذا بحاجة إلى الوقت لحلحلة”.

هل من الممكن أن يبادر الداخل؟ يستبعد ذلك لا “سيما أن الداخل مقسوم على بعضه وليس هناك من لهجة ولغة مشتركة بين الداخل إذا نسمع تصاريح الأطراف المتنازعة فنعتقد أنهم ما زالوا يتكلمون ما قبل الإتفاق السعودي الايراني، بينما هذا الاتفاق بالتأكيد له إنعكاسات جديدة، وللأسف أنه في لبنان ليس لدينا نخبة ولا قيادات ولا مسؤولين حتى يروا كيف سيتم التعاطي مع هذه المتغيرات، هناك من يعتبر بأنه من الممكن أن نذهب الى مرحلة فيها المزيد من الفرز الطائفي والبعض يُبشرنا أننا على أبواب جبهة لبنانية جديدة أو تحالف ثلاثي جديد وهذا من شأنه أن يسبب ردة فعل طائفية ومن الممكن أن يدخلنا بكباش أو بفتن طائفية داخلية وأنا لا أستبعد ذلك في حال بقيت الأمور هكذا، والبعض الآخر يراهن على الإنفراج”.

ويتحدّث عن “حالة ضياع عند المسؤولين”، ويسأل: “هل يا ترى هذا الشيء سيؤثر أكثر على إفلاس البلد وإنهيار الدولة وعلى أحداث أمنية أو إشتبكات أو إغتيلات أوما شابه فهذا كله رهن التطورات، فنحن نلعب بالنار ولهذا السبب التوتر الطائفي يزيد وكذلك الخطاب التقسيمي والخطاب الذي يروج لحرب أهلية هو السائد أكثر من أي شيء آخر، ولم يعد ينقصنا سوى البوسطة تمشي حتى ينفجر الوضع” .

وهل سينفجر؟ يُجيب: “أنا لا أقول حرب أهلية بل أحداث أمنية متنقلة تكون هي مدخل للتسوية والحل، وعادة في لبنان تلجأ المنظومة الحاكمة إلى الفتن لكي تلغي الماضي وتفتح صفحة جديدة لا غالب ولا مغلوب فيها وللبدء بمرحلة جديدة”