يا بُنَيَّ:
سافر وسترى شعوباً غيرنا..
وتفهم معنى الإنسانية والحياة.
ستعرف أننا لسنا أحسن شعوب العالم ولا أعرقهم، وستكتشف أن بلادك صفراء وليست خضراء..
ستعلم أننا عبء على البشرية وعلى الحضارة..
ستكتشف أنك تعيش وسط ذهنيات متحجرة و مجتمع يسبح في النفاق، ومليئ بالتناقضات والخرافات والأساطير الخيالية..
ستتأكد أن لا وقت ولا طاقة ولا رغبة للغرب في التآمر علينا.. نحن فقط من نتآمر على بعضنا.
ستستغرب لطف سائق التاكسي، والشرطي، وعامل المطار، أو حتى نادل القهوة. نعم هم يسعون لكسب المال بكل جد، لكن ليسوا بطامعين في مال أو رشوة، ذلك فقط دورهم الحقيقي..
ستتبادل الأقداح مع رجل غريب في مطعم، أو مقهى، وتتبادل الابتسامات مع امرأة حسناء في الشارع، دون أن تنظر إليك على أي شكل من الأشكال غير أنك إنسان فقط ولا يهمهم غير ذلك منك..
ستتعلم احترام غيرك لتنال احترامه، وستخجل لأشياء كنت تقترفها كبديهيات في وطنك.
سوف تشتاق للأهل والأصدقاء والكثير من الأشياء، لكن تتمنى أن لا تعود لذلك التخلف والنفاق الذي تركته وراءك.
سافر لتدرك أن ذاك الآخر الذي رسموه لك منذ الصغر أنه كافر، وغير مسلم، هو من يطبق الإسلام الفعلي، هو من يفرح بالضيف، ويوقر الكبير، ولا يحتقر الصغير.
سافر لتشاهد نظافة الشوارع، والمحيط والمنازل، وتدرك أن النظافة عقيدة المؤمن موجودة لدى الآخر الذي أشبعوه سباً من فوق المنابر، ودعاء بهلاكه، لأنه كافر، والجالس على المنبر هو المسلم،والمنتمي للفرقة الناجية!!!