نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا عن الأنشطة المشبوهة التي يقوم بها حزب الله، وكان آخرها استخدام الفن والاتجار بالقطع الفنية والألماس كغطاء لعمليات غسل أموال وتوفير التمويل اللازم، وهو ما دفع بريطانيا لفرض عقوبات على شخص يتاجر في القطع الفنية لصالح الحزب.
وقال كبير المراسلين في الغارديان دانيل بوفي، في تقريره، إن ناظم أحمد، الذي تعتبره الولايات المتحدة الممول المالي الشخصي للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، يُشتبه في قيامه بغسل أموال قذرة يمتلكها حزب الله، لذلك تم استهدافه في إطار إجراءات مكافحة الإرهاب في بريطانيا. لذلك وضعته وزارة الخزانة البريطانية على قائمة العقوبات واتُهم في الولايات المتحدة بسبب مزاعم استخدام مجموعته الفنية، والتي تضمنت روائع بابلو بيكاسو وأنتوني غورملي وآندي وارهول، في أعمال غير مشروعة.
وألقت السلطات البريطانية القبض على مشتبه فيه، لم تذكر اسمه، كجزء من التحقيق الأميركي. المتّهم أحمد، الذي لم يتم تحديد مكانه بعد، لم يرد على طلب للتعليق عندما تواصل معه الكاتب، من خلال معرضه في بيروت أو على وسائل التواصل الاجتماعي. ووصف إعلانُ وزارة الخزانة البريطانية عن العقوبات، المتهم أحمد بأنه ممول مشتبه فيه لحزب الله، الحركة السياسية الشيعية المدعومة من إيران والمصنفة في بريطانيا جماعةً إرهابية منذ 2019. بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه. وبحسب بيان الوزارة فإن أحمد، الذي لديه 172 ألف متابع على انستغرام، يمتلك مجموعة فنية كبيرة في بريطانيا ومعروف جيدا في مجتمع الفن البريطاني، وبالتالي تم تجميد جميع أصوله في بريطانيا ومنها ما توصف بمجموعته الفنية الهامة، كما مُنع الفنانون البريطانيون والمعارض ودور المزادات من التعامل معه أو مع ست شركات محددة، بما في ذلك معرضه الفني في بيروت الذي تديره ابنته هند ناظم أحمد. أحمد متهم باستخدام الفن لغسل الأموال لأغراض الإرهاب. من خلال شراء وبيع قطع عالية القيمة لإخفاء أصول الأموال التي تم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة. يقال إن سوق الآثار والفنون والممتلكات الثقافية بلغت قيمتها العالمية 65.1 مليار دولار في عام 2021، وفقا لفريق العمل المالي، وهي هيئة حكومية دولية لمراقبة غسل الأموال أصدرت تقريرًا في شباط لتقديم المشورة بشأن أفضل الممارسات التنظيمية. وفي عام 2019، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على أحمد واثنين آخرين، ووصفته بأنه الممول الشخصي للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. وقالوا إن أحمد كان يعتبر مانحا ماليا رئيسيا لحزب الله منذ عام 2016. وفقا للائحة الاتهام المكونة من تسع تهم والتي تم الكشف عنها يوم الثلاثاء في محكمة المقاطعة الأميركية للمنطقة الشرقية من نيويورك، تحدى أحمد والمتهمون معه هذه العقوبات. واعتمد المتهم وشركاؤه منذ عام 2019 على شبكة معقدة من الكيانات التجارية للحصول على أعمال فنية قيّمة من الفنانين والمعارض الفنية في الولايات المتحدة، وتأمين خدمات تصنيف الألماس في الولايات المتحدة، وكل ذلك مع إخفاء تورط أحمد. وقالت وزارة العدل الأميركية في بيان: “إن أحمد كان مكلفا من جانب حزب الله بإدارة الأموال وتخليص صفقات، وكان يعتقد أن علاقته مع التنظيم اللبناني بعيدة عن الأنظار”. وقالت وزارة العدل: “تم التعامل مع أعمال فنية وخدمات تصنيف الألماس بقيمة 160 مليون دولار تقريبا من خلال النظام المالي الأميركي”. تناولت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في افتتاحيتها، الصراع الدائر حاليا في السودان بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة أحمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأكدت أن القتال كان حتميا بينهما، لكن عليهما الآن التوقف قبل الوصول لحافة الهاوية والدخول في حرب أهلية كاملة. وقالت الصحيفة إن السلطة في السودان لم تكن مستقرة منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، عام 2019، بعد حكم ديكتاتوري استمر 30 عاما، وأنه يخيم الآن شبح الحرب الأهلية على البلاد، وستكون كارثة ليس فقط لسكان السودان البالغ عددهم 45 مليون نسمة ولكن أيضا للمنطقة بأسرها. وعن المخاوف الجيوسياسية قالت الصحيفة إنها كثيرة، خاصة أن السودان له حدود مع سبع دول، وله ساحل طويل على البحر الأحمر يمر عبره معظم نفط أوروبا، كما أن دول الخليج التي دعمت الحكومة السودانية قبل كل شيء تخشى الفوضى، واستثمرت تلك الدول في الاستقرار المفترض الذي وفره الأقوياء (الجنرالات). الجنرالان القويان يخوضان الآن حربا مفتوحة وتهديدات متبادلة، عبد الفتاح البرهان قائد الجيش والحاكم الفعلي، أمر بحل قوات الدعم السريع التي يديرها نائبه حميدتي، ووصفه بأنه “مجرم”، بينما تعهد حميدتي بقتل البرهان “كالكلب”. ويخفي هذا صراعا إقليميا أيضا، فالإمارات والسعودية دعمت قوات حميدتي، بينما مصر كانت تدعم البرهان، والآن تحتجز قوات حميدتي جنودا مصريين، كانوا في مهمة تدريب مع الجيش السوداني، وهو ما يزيد المخاوف من خروج الصراع عن السيطرة. وتقول الصحيفة إن هذا المزيج السام سوف يؤثر على الحل في السودان، خاصة مع دخول المصالح الروسية واستثماراتها في الذهب على الخط، وكذلك الضغوط والمصالح الأميركية في السودان، لذلك يجب على كل الأطراف أن تستغل نفوذها وثقلها لدفع الجنرالين إلى التراجع قبل أن يسقط السودان في الهاوية. |