رفض قاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو، خلال القائه خطبة عيد الفطر ممثلاً والده مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في المسجد العمري الكبير في برجا، الأحكام الأخيرة للمحكمة العسكرية ضد عشائر خلدة، على خلفية الأحداث الأخيرة.
ورأى أنّ “الاستمرار بهذه الطريقة يؤدي الى تفجير البلاد”، داعيًا الى “إغلاق هذه المحكمة، لأن استمرارها تحدٍ لكل انسان لبناني، ولكل معاني العدالة”.
وبعد الصلاة، قال الشيخ الجوزو في خطبة العيد: “الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة شهر رمضان المبارك، وجعلنا ممن فازوا بصيامهم وقيامهمن وكانوا على هدي من ربهم وعلى سنة نبيهم، أبشروا يا عباد الله، يامن استجبتم لأمر الله تعالى، ان الله يباهي بكم الملائكة، بأنكم أمركم فإستجبتم، وكنتم له طائعين”.
وأضاف، “اليوم هذا هو عيد الفرح والسرور، عيد البهجة، بحيث وعدنا الله بالجنة، اذا قمنا وصمنا، فوعده حق وصدق. عيدنا وفرحنا يرتبط بالطاعة، وما بعد رمضان هو الثبات على تكبيرنا وتعظيمنا لله”.
وتابع، “أمس جاءتنا المحكمة العسكرية بجملة قرارات جائرة وظالمة ضد أهلنا في خلدة، وهذا أمر فيه ما فيه، لأنه ظلم، جهارا ونهارا، ان يعتدى على الانسان في بيته، وأن يقتل ولده امام الناس، وينفذ هجمة على خلدة، وبعد ذلك يحاسب طرف واحد، وجهة واحدة، والجهة الأخرى لا تحاسب، فهذا ليس من باب العدالة بل من باب الظلم الواضح البين”.
ولفت إلى أنّه، “لا يمكن أن تستمر البلاد بهذه الطريقة، فما من بلد يحكم بهذا الاسلوب، ولا بد من تصحيح الأمور وعودة صاحب هذا القرار الى رشده، فاذا كانت المحاكم تدار بالسياسة وبالأمر الواقع، فهذا أمر جلل وخطير، وهي ليست المرة الأولى التي تقوم بها المحكمة العسكرية بتجاوزات ظالمة تحت وطأة الأمر الواقع. آن الأوان للأمر الواقع أن ينكفئ، وان يضع لنفسه حدا في ظلم العباد”.
وقال: “أن يُقتل الانسان في بيته، ويهاجم في منزله، واذا دافع عن عرضه ونفسه، يصبح مجرمًا. احكام بالجملة، اعدامات وقرارات بتسع سنوات وعشر سنوات، أين أنتم، وأي عدالة هذه؟ لذلك نقول للمسؤول عن هذا الامر، نحن لا نناشد أحدًا، لأننا نعتمد على الله، فثقتنا به، ولا نثق بكم اصلا، ولكننا نقول أنّ استمرار الأمور بهذه الطريقة، هو تفجير للبنان؟”.
وشدّد الجوزو على أنّ “هذا البلد يجمعنا جميعًا، واذا لم يكن هناك من عدالة نحتكم اليها ونثق بها، لا يمكن ان تستمر الحياة، لذلك آن الأوان لوضع الأمور في نصابها، وآن الأوان لأن يكون هناك عقلاء يتخذون قرارا بإغلاق المحكمة العسكرية، لأن استمرار هذه المحكمة هو تحدٍ لكل انسان لبناني، ولكل معنى من معاني العدالة”.
وختم: “آن الأوان لأن ننتهي من هذه المهزلة، وأن نضع حدًا لهذه الأساليب التي تتحدى مشاعر وقيم الإنسان ومعاني الحضارة الإنسانية”