رئيسَة التّحرير غادة الخَرسا

رؤًى وحَقائِق .. الشاعرة د. غادة الخرسا

 

 

 

عَبَثًا نَعيشُ الإدّعاءَ بقُوَّةٍ

إلاّ إذا فينا تَجَلَّى الخَالِقُ

لِتَكُنْ مَشيئَتُهُ، فكُلُّ وجودِنا

بِمشيئَةٍ مِنهُ رُؤًى وحَقائِقُ

 

شُكراً إلهي، بالمُنَى أَهدَيْتَني

مَرقَى النَّقاءِ بِمَشْهَدٍ فَتَّانٍ

  وَفَتَحْتَ مِنْ فَيْضِ الهَناءِ بَصيرَتي  

لِلوَحْدَويّةِ في ذُرىَ الأكوانِ

 

نَفسي وَهَبْتُ تماهياً لشَفِيعِها

ذاكَ الّذي فيهِ اتَّحَدْتُ رِضَاءَ

وهوَ الحَبيبُ الأصْلُ، مِنهُ شُعاعَةٌ

وَشُعاعُهُ عَبْرَ المَسيحِ أضَاءَ

 

… وَمُحلِّقانِ، أَنا ومَنْ أَوْدَدْتُهُ

في النّورِ، مِثْلَ مَلائِكٍ أَبرارِ

في هَدْيِ نورانِيَّةٍ جَمَعَتْ بِنا

وَكَأَنَّنَا نَسْمُو معاً بِمدارِ

 

مُتَنادِمَينَ تَقارُباً وَتَباعُدَا

والحُبُّ يَكْشِفُ بالنُّهَى الأَسْتارَا

فإذا الزَّمانُ يَتوهُ في أَقْدارِنا،

وإذا المكانُ يّرُدُّنَا أَحْرارَ

 

يا رَبُّ أَمطِرنا بِنُعماكَ الّتي

صِرنا بِها مُتَوَحِّدَيْنِ بنورْ

مُتمَتَّعَيْنِ بِمَجْدِ جَنّاتٍ هَمَتْ

بِزُهُورِهَا أبداً وَفَوْحِ عُطور

 

ما أَروَعَ الهَمساتِ في شمسِ المدَى

عَبْرَ الأَثيرِ تَضُجُّ في وَجْدٍ وَشَوْقْ

ما مِنْ قِوىً أَرْضيّةِ تَلهو بِنا

أَرواحُنا حُرِيَّةٌ تَزهُوْ بِتَوْقْ

 

وَحَواسُنا وَهْمٌ ولا نَفعٌ لها

   هي سُلَمٌ نَرقَى بِهِ في الما وراء

وَقُيودُها تَبقَى تُحارِبُ ضَعْفَنا

للإِنْعِتاقِ مِنَ التُرابِ إلى السَّماءْ