لا تزال الإجراءات المتخذة بحق النازحين السوريين والقرارات الصادرة لتنظيم وجودهم في لبنان متصدرة، بالإضافة إلى الحملات الإعلامية عبر وسائل التواصل الإجتماعي مع ما يرافقها من إشكالات في عدد من المناطق يتخللها دعوات لترحيلهم بالقوة، فما هو الموقف السني من هذه الحملات؟!
في هذا الإطار أكد رئيس هيئة العلماء المسلمين السابق الشيخ عدنان امامة أنه “منذ دخول السوريين إلى لبنان إعتبر فريق من اللبنانيين أن هؤلاء النازحين قاسموهم لقمة العيش وزاحموهم في الأعمال، وردنا كان من وجهين، الأول شرعي أن الرزاق هو الله، والثاني واقعي، وخصوصاً أن لبنان يستفيد من العمالة السورية في كل القطاعات”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” قال امامة: “العمالة السورية لم تكن أبداً تشكل أي عبء على اللبنانيين، ونحن بحاجة إلى هذه العمالة، فلا يوجد أي فرن أو ورشة بناء أو ورشة زراعة وحصاد إلا تتم أعمالها على كتف السوريين”.
وأضاف، “هذا الأمر مفتعل ومن غير المبرر القول أنهم زاحمونا على معيشتنا، كل أحد يحصل على حاجته وهذا الأمر يحصل في كل بلد في العالم”.
وتابع امامة، “الحملة التي تمارس ضد السوريين تتحمل مسؤوليتها الدولة بشكل كامل، الدولة يفترض أن تكون هي الحامية لضيوفها والراعية لحقوق الإنسان بموجب القانون اللبناني وهي التي أعطت الضوء الأخضر للعنصريين والموتورين والحاقدين ليقوموا بما يقومون به”.
وأكمل، “نحن لسنا ضد تنظيم النزوح السوري، وهذا يعني أن الناس التي لا ضرورة لوجودها في لبنان ووضعهم جيد ودائماً ما يذهبون إلى مناطق النظام ويعودون للإستفادة من الأمم المتحدة، نطالب بشكل دائم بإعادتهم ونعتبر أنهم لا يملكون حق النزوح”.
وأردف امامة، “من حق الدولة أن تنظم دخول وخروج هؤلاء والوقوف بوجه المافيات التي تقوم بالتهريب من سوريا إلى لبنان بطريقة غير شرعية، ونقول أن الدولة هي المسؤولة عن التمييز بين من يستحق الرعاية في لبنان ومهدد في سوريا وبين من لا يستحق”.
ورأى أن، “عدم التمييز بين الجهتين ظلم كبير جداً شرعاً ومنافي لإتفاقيات حقوق الإنسان التي يوقع عليها لبنان أيضاً”.
وأوضح إمامة، “لا يوجد مبرر لإرسال الناس إلى أتون الموت، فالإنسانية تجمعنا، ولا يجوز أن أرمي إنساناً لجأ إلي تحت أي ذريعة، تقارير الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية تقول أن الإعدامات التي تجري في السجون السورية بدون محاكمات وسلطة قانون على أوسع مدى، ومن يتجاهل ذلك كمن يخفي الشمس بغربال”.
وأشار إلى أن “النظام السوري لم يصل إلى مرحلة وقال أن لديه عدالة، وهو يعتبر هؤلاء أنهم إرهابيين ومن حقه أن يبيدهم، ولذك فإن ما يحصل هو عنصرية مقيتة، ولو اضطررنا للنزوح كلبنانيين إلى سوريا بحال إندلاع حرب هل نرضى أن يحصل معنا ذلك؟”.
ولفت امامة أن “الكلام عن تغيير ديمغرافي شماعة ولا يمر إلا على الأغبياء وما يحصل يأتي من خلفية حاقدة، كلامنا لا يعني أننا ندعو إلى توطين السوريين، ولا نريد أن يدخل الناس إلى لبنان بشكل عشوائي، وكل ما نطالب به هو التنظيم وعدم ترحيل من حياته مهددة إلى قاتله”.
وأردف، “لم نر أصوات هؤلاء الذين يرفعونها اليوم عندما كانت لقمة اللبنانيين وأرزاقهم يتم تهريبها إلى سوريا وإلى أزلام النظام من محروقات وطحين ودولارات، ما أدى إلى انهيار الوضع الإقتصادي في لبنان”.
وختم امامة بالقول، “نرفض النظر بعين عوراء بدون وجود أي عقلانية يقبلها أي إنسان”