طرفان سيحسمان الرئاسة

لا جديد عملياً على صعيد الإستحقاق الرئاسي سوى بعض الإشارات المتفاوتة بين مبادرة رئاسية من هنا وزيارة إقليمية للبنان من هناك، مع ما يحيط بها من قراءات للمواقف الإقليمية والدولية المتأثرة بالإتفاق الإيراني السعودي، إلا أن اللافت كان تصريح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد حول انفتاح حزب الله على الحوار والذي تزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، فهل هذا مؤشر إلى أن حسم الملف الرئاسي بيد طهران والرياض فقط؟!

في هذا السياق إعتبر النائب السابق مصطفى علوش أن “البوادر الأولى لضعف حظوظ سليمان فرنجية ظهرت أمس مع كلام رعد الذي قال أنهم طرحوا فرنجية ولكنهم منفتحين على الحوار”.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” قال علوش: “حزب الله ومنذ أن طرح إسم فرنجية طرحه للمساومة على المسرح الإقليمي الدولي وليس على الساحة الداخلية، ولا أعرف سبب إصرار الفرنسيين على إسم فرنجية، إلا إذا هناك تفاهم على مصالح ومسار معين ويعتبرون أنه بهذه الطريقة يحققون تسوية مع الحزب وإيران”.

وأضاف، “الإيرانيين بعد الإتفاق مع السعودية أصبحوا بمكان آخر وكالعادة حزب الله لا يهمّه الأسماء إلا بما يتناسب مع مصلحة إيران وتقديراته للموضوع”.

وتابع علوش، “حظوظ فرنجية لم تكن عالية لا الآن ولا في السابق حتى وإن كان مدعوماً من قبل الطرف الفرنسي، لأن الفرنسيين يربطون الموضوع بقرار السعودية التي أصبحت مع إيران في مكان آخر، ولذلك علينا أن ننتظر”.

وأكمل، “الولايات المتحدة الأميركية محرجة من التفاهم الإيراني السعودي، هناك متغيرات أساسية على مستوى الداخل السعودي ومستوى القيادة ومستوى دخول الصين كلاعب أساسي بمنطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى تراكم الإهمال الأميركي للقضية الفلسطينية والعلاقة مع العرب، كل ذلك أدى لخروج الأمور من يدها ولو بشكل جزئي”.

وأردف علوش، “الأميركي يهمّه أن يكون شخص كقائد الجيش في سدة الرئاسة لأسباب تاريخية متعلقة بالعلاقة بين الجيش وواشنطن، هناك بُعد أمني، ولكن الأمر لم يعد مرتبط فقط بأميركا بل باللاعبين الإقليميين بشكل أكبر”.

ورأى أن “مواقف حزب الله لا تتسم بالإيجابية، بل هي محاولة لإبداء الإيجابية، وبالنهاية يجب أن ننتظر ونرى ما بعد إنتخاب الرئيس إن كان سيغير الوضع، وأن يناقش الإستراتيجية الدفاعية ويقول مستعد للتخلي عن سلاحي”.

واستطرد علوش قائلاً، “العالم كلّه يعرف أن القرارات الإستراتيجية يحدّدها الولي الفقيه وهم يبحثون عن الطريقة لتنفيذها، ولذلك أظن أن زيارة عبداللهيان حملت رسالة ويحاولون الآن العثور على طريقة للتماهي مع القرار الإيراني”.

وأوضح، “لا أحد يعتقد أن حزب الله مغروم بسليمان فرنجية، إذا كانت مصلحة إيران تقتضي دعم فرنجية سيبقون على خياره، ولكن الآن لا يبدو أن التسويات التي يقومون بها في المنطقة تقتضي وصول فرنجية”.

وأكد علوش أن “الحزب وإيران لا يريدان رئيس بالكامل تابع لهما خوفاً من وصول البلد إلى أوضاع متأزمة بشكل أكبر، فهذا قد يؤدي إلى التظاهر في حارة حريك بحال استمرار الإنهيار، لذلك حزب الله لا يقدّم هدايا، بل يدرس الأمور، وعندما يكون ليّناً فهذا لأنه يبحث عن إستراتيجية معينة”.