زار “تجمع مستقلون من اجل لبنان” الصرح البطريكي وحمل معه هواجساً كثيرة حول المشروع المسيحي المغيب، وعرض مقاربته لموضوع الرئاسة والمواصفات، فماذا سمع من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي؟ ومن هو هذا التجمع الذي ولد حديثاً؟ وما هي أهدافه؟
واذ يجد عضو التجمع زياد شويري نفسه مجبوراً على توضيح هوية هذا التجمع بعد ما تعرض له من اتهامات فور الإعلان عن ولادته، يقول لـ”ليبانون ديبايت” : نحن نواة هذه المجموعة نلتقي منذ 4 و 5 سنوات وليس من اليوم ولم يكن لدينا مشروع حزب سياسي بل نلتقي على أفكار نطرحها”.
ويحدد السبب الرئيسي من إطلاق هذا التجمع فهذا البلد تاريخياً قام بهمة نخب موجودة هي من أسس لبنان، وهي من أوصلت لبنان ليكون سويسرا الشرق، فهذه النخب من ـسسه وليس الدولة أو غيرها وللمصادفة أن هذه النخب هي نخب مسيحية.
ويتحدث عن الواقع الذي وصل إليه المسيحي في لبنان الذي لم يعد لديه مشروع ولا دور بهذه المرحلة فالجميع لديهم مشاريعهم وبخاصة بظل هذه المرحلة، واليوم يستمر الفراغ المسيحي وضمور للدور المسيحي لعدة إعتبارات.
واذ لا يحمل طرف معين مسؤولية هذا الضمور فإنه كمسيحيين جميعنا مسؤول، والمسؤولية اليوم هي أن نستعيد الدور المسيحي وأن يكون لنا مبرر للوجود وليس أن يقتصر وجودنا على تعليم أولادنا ومن ثم إرسالهم الى الخارج، إذاً هذه المرحلة تستوجب شيء ما خارج المألوف، والمألوف اليوم هو وجود أحزاب مسيحية ولكن هذه الأحزاب لم تبلور مشروعاً بل بلورت التنافس على السلطة ، فهذا الحزب يود تحجيم الآخر والعكس صحيح وبالتالي لم يتبلور مشروع مسيحي صحيح لإستعادة الدور.
ويعيد أسباب الخلل إلى تركيبة النظام فهناك خلل بإتفاق الطائف ويقول: لا يمكننا أن ننكر هذا الشيء، نحن نقول بالمحافظة على الطائف ولكن علينا الإعتراف بشيء هو أن الخلل كبير باتفاق الطائف، وبالتأكيد نحن ليس هدفنا قيام ثورة أو أن نكون ضد أي أحد لا ضد التيار ولا ضد القوات.
واذ يعترف باستئثار الأحزاب، يشير إلى تغييب النخب بسبب هيمنة الأحزاب فمن الطبيعي أن تسيطر الأحزاب للوصول إلى السلطة ولكن ذلك كان على حساب بعض النخب التي لها دور ومن المفروض أن يبقى لها دور بالتأسيس للمرحلة المقبلة.
ويتحدث عن هدف التجمع ببلورة مشروع مسيحي جديد يرتكز على عدة أمور أساسها تطوير نظامنا السياسي الذي يعاني من خلل، وتطوير إتفاق الطائف وتطبيق ما لم يطبق والذي يعتبر أن هناك مصلحة وطنية وليست مسيحية بتطبيقه ويشدد على أن المطالبة باللامركزية الإدارية الموسعة هو مصلحة وطنية، كما أن هدف التجمع التلاقي مع أحزاب موجودة وقائمة.
وتابع، أجزم بأن هذه المجموعة مستقلة لا تنتمي لأي محور ولا لأي شخصية ولا أح يدعمنا لا مادياً ولا سياسياً ولا معنوي من أي جهة داخلية أو خارجية، إلى أين نصل؟ لا نعلم.
ويعتبر أن المسيحي لا يمكن أن يتقوقع وأهمية المسيحيين تكمن بإنتشارهم على كامل الأراضي اللبنانية، ويقول: هذا الحضور هو كان المساهم بإعطائه هذا الدور الفاعل، وعلينا التواصل مع الجميع السني الدرزي والشيعي فهذا دورنا وإذا إنكفأنا عن هذا الدور يعني نحن نتخلى عن هذا الدور ومبرر وجودنا فهذا التوجه الأساسي.
أما عن اللقاء مع البطريرك الماروني، يرى أن أهمية اللقاء هو أنه بدأ مثل أي لقاء آخر لكن تطور اللقاء و انتهى بشكل يدل على أن البطريرك أعجب بما طرحناه، فتدرج اللقاء من لقاء رسمي إلى ودي إلى نقاش، وفي النهاية أعجب البطريرك بما طرحناه.
والبداية كانت من عند البطريرك لأن نحن نعتبر أن دور بكركي تاريخي، نعلم ما هو وما أهميته وهو محوري وأساسي وفكري فأساس فكرة لبنان إنطلقت من المسيحية والكنيسة فنحن نريد العودة إلى الأساس لبناء مشروع قابل للطرح ونتعاون مع البقية.
وهل تطرق اللقاء إلى الإستحقاق الرئاسي؟ يجزم بذلك ويقول: هو “زعلان” ، ونحن لا يمكننا تحميل بكركي أكثر من ما يمكنها بالنتيجة غبطته يحاول أن يكون قاسياً في كلامه أحياناً ولكنه يعلم أن هناك بعض المتحكمين في القرار وفي أمور حتى خارج السيطرة اللبنانية كقرارات إقليمية ودولية، أي هناك أمور خارجة عن إرادة بكركي ولا يمكنها فرضها وهي تستطيع أن تدل على الطريق وأين المصلحة العامة.
وهل طرحوا مواصفات للرئيس؟ يجيب : نحن قلنا ما هي المواصفات، أولاً ما يهمنا شخص يستطيع التفاهم مع طرحنا، ويكون لديه مشروع، يجب إيجاد مشروع فالمسيحي يفتقر إلى مشروع وبالتالي يفتقد إلى دور فالمسيحي اليوم أين هو من هذه المفاوضات الحاصلة.
وهل طرحت أسماء مع البطريرك؟ قال لا نطرح أسماء.
ويكرر الثغرات الموجودة في الدستور الذي لا يوجد فيه “مهل دستورية”، لأن هذه النقاط تعطي إطمئنان للناس وللمسيحي وبأنه شريك بالقرار.
ويرد على من اتهم التجمع بأنه تجمع مدفوع من حزب الله بالقول: أنا أتمنى أن تكون علاقة الجميع مع حزب الله مثلنا فنحن نقول الأمور كما هي وحزب الله بالنتيجة هو قوة أساسية في البلد لا يمكنناه تجاوزها وليس معناه أن ليس لدي ملاحظات على أداءه بل لدي ملاحظات كما لدي ملاحظات على أداء الأحزاب المسيحية.