الخيار الفرنسي محسوم!

قد يكون تأثير السلطة الرابعة أي الصحافة على السياسات العامة في بلد ما كبيرة لكنها بالطبع لن تكون الركيزة الأساسية في تغيير سياساتها، فلا يمكن لمقال في صحيفة عريقة أن يغير من إتجاهات الدول، فسياسات الدول ليست بالسذاجة التي يحاول البعض تصويرها أو تبسيطها.

من هذا المنطلق يعتبر مصدر متابع للشؤون الفرنسية, أن الكلام اليوم الذي يجري ترويجه إعلامياً عن أن الرئيس إيمانويل ماكرون قد غيّر موقفه من ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بناء على مقال في جريدة “لو فيغارو” هو قمة السذاجة أو يمكن وضعه في خانة “التنكيت”.

ويسأل: هل الرئيس الفرنسي ماكرون علم من “لوفيغارو” أن سليمان فرنجية قريب من الرئيس السوري بشار الأسد ومن سوريا وإيران؟، ألم يكن يعلم بذلك، ما هذا الكلام؟ هذا الكلام يثير الضحك.

ويشدّد على أن “اليوم لا يوجد إلا فرنجية مرشحاً وهو الأكثر ثقلا بالنسبة لماكرون، ولكن ما سيحصل في المستقبل فلا يمكن التكهّن به”.

لكنه يجزم أنه في الوقت الحالي أن فرنسا لا زالت على موقفها من ترشيح فرنجية، وليس من المعقول أن يكتشف ماكرون أخبار فرنجية من جريدة.

وينبّه إلى أنه من المُتعارف عليه أن في وزارة الخارجية صقوراً ومواقفهم أقسى من مواقف “لوفيغارو”، وكذلك هناك المخابرات الخارجية والإليزيه يقولون رأيهم، ولكن الأخير هو للرئيس ماكرون هو من يقرر، ومهما بلغت قوّة بقية الأجهزة فأنها جميعاً صغيرة أمام ماكرون.

وعن إمكانية إحداث خرق فرنسي على الخط السعودي؟ يؤكد المصدر أن “الموقف السعودي هو ذاته ولا شيء جديد قد استجد، فلا يوجد “نعم” واضحة كما لا يوجد “لا” نهائية، وهذه هي المرة الأولى التي تحصل في السياسة السعودية، وهي سياسة ذكية جداً”. وبالطبع هذا التكتم السعودي مقصود وليس مجرد صدفة.

ويتحدّث المصدر, عن “ضمانات للجانب السعودي يحاول الفرنسيون تأمينها، لذلك أرسلوا بطلب فرنجية ووجهوا له أسئلة سمعوا جوابها وحملوها إلى المملكة العربية السعودية، فهم يحاولون ما بوسعهم لتدوير الزوايا والنجاح بسحب الجميع إلى المجلس النيابي لإنتخاب رئيس”.