فيما علمت “السياسة” أن السفير السعودي وليد بخاري أكد لمن التقاهم أن بلاده ستدعم أي رئيس ينتخبه مجلس النواب، وأن الخارج ودول الخليج التي يهمها انتهاء الشغور الرئاسي سيؤيدان ما يجمع عليه اللبنانيون، تترقب الأوساط السياسية خطوة قوى المعارضة ونواب التغيير بإعلان التوحد حول مرشح لرئاسة الجمهورية، يواجه مرشح “الثنائي الشيعي” سليمان فرنجية، وذلك في ظل صعوبة تحقيق توافق وطني على شخصية بعينها، الأمر الذي قد يقود إلى مواجهة بين مرشحين في أي جلسة انتخابية يحددها رئيس مجلس النواب نبيه بري، في ظل ما يتم تداوله في أوساط الموالاة والمعارضة، عن اقتراب موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعدما أصبحت الكرة في الملعب الداخلي.
وكشفت مصادر للسياسة، أن فرنجية سمع كلاماً واضحاً من السفير السعودي مفاده أنه لا فيتو عليه، وأن الرياض لن تجد مشكلة في التعامل معه، إذا انتخب رئيساً للبنان، وما يهم المملكة هو توافق اللبنانيين على شخصية تنقذ البلد من الانهيار المحتوم الذي يتهدده، في ظل الأوضاع البالغة الصعوبة التي يواجهها.
وبعد استقباله المرشح فرنجية، زار السفير بخاري مقر كتلة “تجدّد” النيابية، حيث التقى أعضاءها بحضور المرشح النائب ميشال معوض، الذي أكد أن الرياض تقف على مسافة واحدة من الجميع وتسعى دائما إلى وضع أسس وقواعد للاستقرار في المنطقة على أسس إحترام سيادة الدول وأولوية الاقتصاد والنمو والازدهار.
وفي هذا الشأن، رأى عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب سجيع عطية أن هناك استعجالاً سعوديا لانتخاب رئيس لتستقيم المؤسسات، مشيراً الى ان السفير السعودي في لقائه الكتلة لم يسم أحداً ولم يضع فيتو على احد حتى على اسم سليمان فرنجية، وكان الحديث متمحوراً حول ان الجميع صديق للمملكة ومن ينجح ستكون المملكة الى جانبه، لافتا إلى انه من المحتمل أن يكون لبنان امام رئيس جديد للجمهورية في الأسبوعين المقبلين، مشيرا إلى أن الحديث يدور حول ان المعارضة ستتفق على اسم من بين جهاد أزعور ونعمة افرام وصلاح حنين. إلى ذلك، شدد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، خلال لقائه المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا، على ان لبنان تحمل الكثير في سبيل نجدة وإيواء السوريين، لكن الوضع اليوم لم يعد يحتمل وعلينا العمل سويًا وبشكل سريع، للإنتقال من تنظيم بقاء النازحين الى تنظيم عودتهم، مشددا على ان مشكلة النازحين تحولت إلى مشكلة وجودية سيادية، وبات حلها أولى الأولويات، منعا لتفاقمها وحفاظًا على استقرار البلد من جهة والاقليم من جهة أخرى. وسط هذه الأجواء، أكد قائد الجيش العماد جوزيف عون، وهو من أبرز المرشحين للرئاسة، على أن الدولة التي لا تضبط حدودها تصبح عرضة لكل أنواع التعديات، وقال مخاطباً العناصر، “الجيش يتصرف وفق ما يمليه القسَم والواجب حصراً من دون اعتبارات حزبية ولا دينية ولا مذهبية، وينفذ قرارات السلطة السياسية وفقاً للمعايير الدولية الراعية لحقوق الإنسان ونحن نحترمها إلى أقصى الحدود، بما يحفظ المصلحة الوطنية العليا التي تبقى بالنسبة إلينا أولوية مطلقة”.
على صعيد آخر، حذر “المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان” من مغبة “تورط” القضاء اللبناني في مساعدة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لعدم السفر إلى فرنسا وحضور جلسة الاستماع إليه في قصر عدل باريس. ولفت المرصد إلى أن قرار منع السفر الذي أصدرته مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون قد رفعته في نيسان الماضي وتبلغ الأمن العام بذلك وبالتالي لا حجة لسلامة لعدم الحضور.