إكتنف الغموض الحراك القطري لا سيما بعد الزيارة التي سبقت شهر رمضان الماضي، والذي كان من المتوقّع أن يستأنف بعد الأعياد لكن ماذا حصل؟ وهل نحن أمام دوحة 2 لكن بسيناريو مختلف؟
هذا الغموض نفسه الذي رآه الصحافي جورج شاهين، في زيارة الوفد القطري إلى بيروت لا سيما أن “السفير القطري ابراهيم عبد العزيز السهلاوي يزور الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه برّي بدون أي وفد ودون مرافقة”.
ويستغرب شاهين هذا الغموض ويسأل في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، إن “كان وفدًا أمنيًا أو دبلوماسيًا، حيث أشاروا إلى أنّه “خليط من ضباط المخابرات ودبلوماسيين من وزارة الخارجية القطرية”.
إذًا، وسط كل هذه”الخبيصة”، يسأل شاهين: “من يستيطع معرفة ما يقوم به الوفد القطري”، لكنه يعتبر أنّ “الموقف القطري أوضح من غيره لجهة وضوح خياره بتزكية قائد الجيش لرئاسة الجمهورية”.
ويرصد شاهين فكرتين من خلال المراقبة للموقف القطري:
-أولًا: عدم إستعداد القطريين إطلاقًا لدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية .
-ثانيًا، الموقف الواضح لجهة تسويقه قائد الجيش حتى ضمن أطراف باريس الخمسة فلم تنفِ أي دولة منها هذا الامر، ويتقاطع الموقف القطري هنا مع الموقف الأميركي فيما يتعلّق بهذه النظرية، وكذلك الجانب المصري أيضًا وحتى في خلفية الموقف السعودي الذي أعلن أنه ليس مع أحد”.
وهنا يشير شاهين، إلى أنّ “لدى قطر إستعداد لدعوة اللقاء الخماسي ليتم عقده بالدوحة، كما أنّ هناك معلومات عن إحتمال أن يكون الإجتماع قبل القمة، ويعتقد أنّ “الأجوبة أتت أنه في حال كان وزراء خارجيتهم ضيوفًا في القمة العربية، فمن المرجّح أن يحدث لقاء على هامش القمة وإلّا الدوحة ستستضيف اللقاء الخماسي مباشرة بعد القمة العربية”.
وكل هذه المعلومات والسيناريوهات، “لا نتيجة ملموسة لها”، حسب شاهين.
ويطرح شاهين سؤالًا هامًا : “هل إكتفى “الثنائي الشيعي” بطلب الرضى السعودي على ترشيح فرنجيّة؟ أم أنّه طالب المملكة “بالتدخل لتغيير موازين القوى في لبنان وما يسميهم حزب الله من حلفاء لها أنه يتوجب عليها إقناعهم في السيْر بفرنجية، وكان الجواب السعودي وبكل بساطة هو أنها لا تفرض شيئًا على أحد”.
ويشكّك شاهين بالموعد الذي حدّده رئيس مجلس النواب نبيه برّي بأنه يجب انجاز انتخابات رئاسة الجمهورية كحدّ اقصى في 15 حزيران، ويقول: “أنا أشكك بالموعد الذي طرحه الرئيس بري، وذلك لأنه لا معطيات جدية تشي بأي جديد”.
ووفق هذه المعطيات يخلص شاهين، إلى أنّ “كل ما يحكى ليس سوى مجموعة سيناريوهات تستند إلى تمنيات ورغبات أكثر مما هي معلومات”.