ما بعد القمة العربية لن يتغيّر… هل من عودة إلى “السين سين” في لبنان؟

لا يعتقد الكاتب والمحلّل السياسي فيصل عبد الساتر، أنّ “مقاربة ثأثير القمة العربية إيجابًا على الوضع في لبنان ممكن أن تفي بالمطلوب على الصعيد اللبناني، مشككًا بأن يكون هذا الموضوع على جدول البحث في القمة العربية والتي ستعقد غدًا.

وأما على الصعيد السوري، فيرى أنّ “المسألة أبعد بكثير من التفصيل اللبناني”، كما أنه يعتقد “كذلك أيضًا بالنسبة للمملكة العربية السعودية”.


ويعتبر في حديثٍ ـإلى “ليبانون ديبايت”، أنّ مشاركة الأسد تعني الكثير لا بل أبعد بكثير من المشاركة لأنها فعلّا إنتصار سياسي بكل ما للكلمة من معنى، وإقرار من جامعة الدول العربية والدول العربية والتي كان جزء كبير منها يراهن على سقوط الأسد ومنها الدولة المضيفة على وجه الخصوص، لكن هذا الحضور سيعزّز من فرضية أنّ الأسد المنتصر في هذه المعركة على المستوى السياسي ومن المفترض أن تستكمل بعدة إجراءات، ليس أولها التعاطي مع مسألة النازحين السوريين المنتشرين في أكثر من بلد، ثانيًا فيما له علاقة بإعادة إعمار سوريا، ثالثًا في رسم إطار جديد لكل السياسات العربية وبخاصة بما يتعلق بالأمن القومي والعربي”.

ويتحدّث عبد الساتر عن “نجمين سيتصدران المشهد في القمة العربية هما الأسد وبن سلمان”.

وأما ما له علاقة بالتفصيل اللبناني، فيلفت إلى أنّ “هذا أمر لا يستبعد أن يكون متروكًا للبنانيين إلى حد كبير وربما في إطار ما يسمى بالتحرك الفرنسي الذي لا زال قائمًا حتى اللحظة لكن من غير المعلوم إذا ما كان سيصل إلى نتائج توحي بأنّه هناك خاتمة لهذه الإشكالية السياسية القائمة في لبنان”.

وهل من المُمكن أن نعود ونشهد إحياء لـ “السين-السين”؟ يشير إلى أنّه “ليس مع هذه المعادلة بالمعنى التفصيلي للكلمة فالبعض كان يطرح هذه القضية منذ سنوات طويلة، ونحن نعلم أن هذا الأمر كان قائمًا سابقًا، لكن بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري وبعد جملة من الإهتزازات في العلاقات السورية-السعودية ، لم يعد هذا محصورًا بالزاوية اللبنانية، إذ أنه تعداه إلى ما هو أكبر بكثير من الموضوع اللبناني، فمسألة سوريا اليوم ومسألة فلسطين والعراق وإيران أكبر بكثير من التفصيل اللبناني، وبالتالي المارهنة على “السين-السين” فيما له علاقة بحل المشكلة اللبنانية ليس في مكانه، وإن كان لا بأس بأن يكون هناك نوعًا من التفاهم والتلاقي لكن هذا الأمر وسبقه التلاقي الايراني-السعودي”.

وهنا إذْ يسأل، فهل إنعكس على لبنان؟ ليجيب عبد الساتر: “لن ينعكس بل على العكس رأينا من هو محسوب على السعودية في لبنان ترك له المجال وترك له القرار في أن يتخذ ما يشاء ومايراه مناسبًا وبالتحديد حزب القوات اللبنانية والذي من الواضح أنه حتى لو كان للسعودية رأي في أمر معين فيما له علاقة بمرشح للرئاسة لن يكون هذا الأمر عند القوات مقبولًا وفق ما إستشفيت من بعض المصادر القريبة من “القوات” وهو أن أحدهم وصل الأمر به إلى الكلام والقول بأنه حتى لو السعودية طلبت من “القوات” إنتخاب “فلان” لن ننتخبه لأن هذا الأمر يتعلّق بقرار داخلي للقوات، بهذا المعنى لا أرى أنه هناك جدوى من الرهان على “السين-السين” لوحدها لتحل المشكلة اللبنانية”.

ويختم الكاتب والمحلّل السياسي فيصل عبد الساتر، بالقول: “أكرر بأن طبيعة الانقسام اللبناني اليوم هي أصعب من أي وقت”.