ما هي إرتدادات القمة العربية على الوضع الداخلي اللبناني؟

كل الأنظار إتّجهت اليوم نحو مدينة جدة لمتابعة فاعليات القمة العربية في دورتها الـ 32، وفي ظل تمترس القوى السياسية وراء مواقفها وعدم حصول أي خرق جدّي في ملف الإستحقاق الرئاسي، أسئلة كثيرة طُرحت عن إرتدادات القمة على الوضع الداخلي اللبناني؟

يرى الكاتب والمحلّل السياسي غاصب المختار، أنّه “لا يترتب على القمة العربية الإتيان برئيس إلى لبنان، بل هذا الأمر يترتب ويقع على عاتق الأطراف السياسية اللبنانية”، مشيرًا إلى أنّ “العرب كما أعلنوا مرارًا فهم داعمون لبنان”.


وخلال حديثٍ لـ “ليبانون ديبايت”، إذْ يؤكد المختار أنّه “سيصدر عن القمة العربية قرار يحث اللبنانيين على إنجاز الإستحقاق الرئاسي وكل ما يتتبعه من إصلاحات، ويمكن أن يستفيد لبنان من الأجواء العربية فالمناخ العربي أصبح مؤاتيًا أكثر لتحقيق التفاهم والتوافق بين اللبنانيين”.

لكنه لا يتوقّع أن “تؤدي هذه الأجواء قريبًا إلى حل يقضي بإنتخاب رئيس ما لم يحصل توافق داخلي على كيفية إدارة الملف الرئاسي، لأنّنا ما زلنا حتى اليوم نشهد تخبطًا لبنانيًا، وإذا لم يتم التوافق الداخلي لا يستطيع أحد أن يفرض رئيسًا على لبنان، بدون أن يحظى بموافقة أغلبية القوى السياسية”.

وعن إرتدادات القمة العربية على لبنان، يعتبر أنّ “الجارة الوحيدة لـ لبنان هي سوريا، عندما يكون لبنان بأزمة تكون سوريا بأزمة والعكس صحيح، والآن الجو العربي أصبح مؤاتيًا أكثر لتهدئة التشنجات السياسية وتخفيف الإنقسامات والإصطفافات مع المحاور الإقليمية والعربية، ويمكن أن ينتفع لبنان من هذا الجو إذا طبّق نصيحة الدول التي تساهم في مساعدته”.

وهنا يتطرّق المختار إلى “حركة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري بعد الإتفاق مع إيران”، ويعتبر أنّ “كل الأجواء الداخلية في لبنان تغيّرت، إضافة إلى ذلك جاءت عودة سوريا إلى الجامعة العربية والمصالحات التي جرت، كل هذه الأمور من شأنها أن تريح الجو العام اللبناني لكن المشكلة تكمن في التفاصيل اللبنانية”.

هذا ويعتبر أنّنا “في مرحلة ضبابية ليست سلبية ولا إيجابية بإنتظار ما سيصدر عن القمة العربية بخصوص لبنان والأهم من القرار هو تطبيقه وتنفيذه، وعلينا الإنتظار لوضوح الصورة أكثر”.

هل من إمكانية حدوث خرق ما؟ يُشير المختار إلى أنّ “حلقات التشدّد إنكسرت ونسمع كلامًا وإتصالات مع “التيار الوطني الحر” ومع الأطراف المعنية لم نكن نسمع فيها سابقًا، واليوم نحن في مناخ مختلف قليلًا على أمل التوصل من خلال الجو العربي إلى توافق ما، لكن تبقى المشكلة الأساسية في إنعدام الثقة بين أطراف معينة والخوف من الكمائن السياسية”.