اندلع حريق كبير في أطنان من النفايات والعوادم المتراكمة بجانب معمل المعالجة الحديث في محلة سينيق جنوب صيدا، حيث إرتفعت سحب الدخان في سماء المدينة بعد هبوب الرياح وسط إنبعاث الروائح الكريهة, الأمر الذي ينذر بكارثة بيئية في المنطقة.
في هذا الإطار أكّد نائب صيدا عبد الرحمن البرزي, أن “حريق جبل النفايات في صيدا هو حادث بيئي كارثي, يؤدي إلى تلوّث البيئة وإلى خطر على سلامة وصحة المواطنين”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال البزري: “ما حصل دليل واضح على عشوائية إدارة ملف النفايات في المدينة لسنوات طويلة, سواء لناحية جمعها ومعالجتها أو لناحية فرزها”.
وتحدّث عن الإمكانيات المتواضعة جداً لعمال الإطفاء والدفاع المدني, وعن سوء تموضع جبال النفايات الجديدة التي حلّت مكان الجبل القديم, مما أدّى إلى التأخير في معالجة الحريق.
ولفت إلى أنه تواصل مع وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين, طالباً منه “مساعدة الجيش اللبناني والدفاع المدني للقضاء على الحريق إذا لزم الأمر, وبفتح تحقيق بيئي لأن الحريق جريمة بيئية”.
وإعتبر أن “لا أحد سيكتشف كيف إندلع هذا الحريق, لأن المشكلة تكمن في غياب المسؤولية, فالبلدية لا تقوم بمسؤوليتها على أكمل وجه, والشركة التي تدير مركز المعالجة لا تقوم بها بشكل سليم, فكل هذه العشوائية والفوضى ستظهر وتترجم على أرض الواقع, وللأسف جاءت الترجمة بالحريق”.
وإعتقد أن “الحريق سيبقى محصوراً في مكانه, لكن لا شّك أنه ملوّث لأجواء المدينة ومحيطها”.
وعن دور البلدية؟ أجاب: “البلدية مثل معظم بلديات لبنان، عاجزة عن القيام بالدور المطلوبة منها, بسبب الأزمات المالية التي تعاني منها”.
وبدوره أكّد وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين, أن “الوزارة قامت بتدقيق بيئي مفصّل بوضع المعمل, وهناك توصيات لعمليات تصليحه وكيفية إدارته, وقد أُرسلتها إلى البلدية بشكل رسمي وعبرها إلى إصحابه وإدارته”.
ولفت إلى أنه أمهل إدارة المعمل وقتاً قصيراً لإصلاحه وقد تعهدت بذلك, وبعدها سنقوم بتدقيق ثانٍ وإن لم يتم إصلاحه, من المفترض أن يكون هناك إتفاق جديد مع البلدية لإدراته وإعادة تلزيمه.