“موقف أميركي” من الرسالة العربية في جدة!

رسمت القمة العربية التي انعقدت في المملكة العربية السعودية تحت عنوان “قمة الجسور”، خطاً فاصلاً ما بين تاريخ القمم العربية وبياناتها الإنشائية والبعيدة عن الواقع العربي، وما بين تاريخ جديد كرّسته قمة جدة، التي أتت غير معزولةٍ عن المتغيّرات والتحوّلات والأزمات في المنطقة. وتختلف القراءات الديبلوماسية لأبعاد العنوان الأساسي الذي حملته القمة العربية في المملكة العربية السعودية، وهو عدم السماح بتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى ميادين للصراعات، ووضع حدّ للتدخلات في شؤون الدول العربية، وذلك بمعزلٍ عن مصدر هذه التدخلات سواء كانت من الشرق أو من الغرب.

وإذا كانت الصراعات التي تحصل على الساحة العربية تأتي بسبب حسابات ومصالح ومشاريع إقليمية أو دولية، فإن الوجهة الأساسية للرسالة العربية التي أنطلقت من جدة، هي على وجه الخصوص، العاصمة الأميركية، حيث يقول مصدر ديبلوماسي مراقب ل”ليبانون ديبايت”، إن الإدارة الأميركية، معنية بالمتغيّرات التي حصلت وما زالت تحصل في المنطقة، وذلك على قاعدة المتابعة والإهتمام بالتقارب المحوري الذي انسحب إيجاباً على القمة العربية وظهر في سطور بيانها الختامي، الذي شكّل سابقةً من حيث المضمون والأدبيات، وأتى مختلفاً عن سائر بيانات القمم السابقة، والتي لم تسلك بياناتها ووعودها طريقها إلى الترجمة، وبالتالي لم تكن أكثر من حبرٍ على ورق.


ورداً على سؤال، عن طبيعة الموقف الأميركي من هذه الرسالة العربية، وتحديداً بالنسبة للملف السوري لجهة رفع العقوبات عن سوريا، يتوقع المصدر الديبلوماسي، أن تكون الإدارة الأميركية حذرةً في مقاربة التفاهمات في المنطقة، والتي ساهمت في عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

وبالتالي، يرى المصدر عينه، أن واشنطن ستتعاطى مع هذا النهج العربي الجديد، والرؤية الجديدة التي تحاكي كيفية معالجة أزمات المنطقة، إنطلاقاً من حسابات الربح والخسارة، خصوصاً وأن الإدارة الأميركية، تتريث في الوقت الحالي في اتخاذ أية خطوة كرفع العقوبات عن سوريا، قد تنعكس بشكلٍ سلبي على الصعيد الداخلي، خصوصاً وأن أي استدارة أميركية على مستوى التعامل مع الملف السوري نتيجة الضغط الذي سيوفره التأييد العربي، ستكون لها ارتدادات سلبية على هذه الإدارة إنتخابياً في المرحلة المقبلة.