لم يكد اللبنانيون عموماً والمزارعون خصوصاً يفرحون بخبر فتح الأسواق العربية والخليجية أمام المنتوجات اللبنانية حتى أتت بعض التغريدات والتعليقات لتنبّه حول ما يحصل من تلوث بيئي، وتطالب بمعالجة هذا الموضوع بأقصى سرعة.
فما هو واقع الحال بعد هذه التصريحات وماذا يقول أصحاب الشأن؟ لا تنفي مصادر المزارعين وجود تلوث في مياه الأنهار لكنها توضح أنّ “للتلوث عدة مستويات في لبنان، منها ما يظهر على المنتجات ومنها لا يتم كشفه إلّا بعد الفحوصات المخبرية، ومثلًا الفاكهة كالتفاح والأشجار المثمرة لا تظهر عليها نتيجة التلوث لأن الثمرة لا تروى مباشرة بل عبر الشجرة، إلّا أنّ هذا الأمر لم يؤثر على الصادرات من هذه المنتوجات”.
وتوضح أنّ “التصدير تعرض سابقاً لنكسة عندما قرّرت قطر مثلاً وقف إستيراد بعض المنتوجات اللبنانية لكنها عادت عن هذا القرار بعد أن تأكدت أنه لا يوجد تلوث”.
ولا تعتقد المصادر أنّ “هذا الأمر سيؤثر سلباً على التصدير إلى الخليج لأن الشروط ليست متشددة كما باقي الدول. لكنه سيؤثر على التصدير إلى أسواق أخرى لا تقبل بدخول المنتجات بدون فحوص مخبرية”.
وتعترف أنّ “حجم التلوث يصل إلى نسبة عالية والدليل أنه في لبنان تكاد نسبة السرطان تكون الأعلى في العالم من وراء تلوّث المزروعات, فهناك معامل ومستشفيات ترمي بفضلاتها في نهر الليطاني ومجاري الأنهر, وبالتالي كل السموم تدخل إلى داخل النبات بكمية قليلة إلّا أنّ تراكمها مع الوقت يؤدي أمراض مستعصية”.
لكن المصادر تنفي أن “يكون ري المزروعات يتم مباشرة من مياه الصرف الصحي، لأن قوى الأمن بالمرصاد وأي مزارع سيقوم بهذا الأمر سيكون مصيره السجن فوراً”